شاهد أخونا عبدالمهيمن مقبول عبدالكافي ، وهو من قدامى رجال التربية والتعليم بمكة المكرمة وإمام وخطيب أحد الجوامع، معتمرين تائهين في ساحات المسجد الحرام بعضهم من النساء وبعضهم من كبار السن، فحاول مساعدتهم عن طريق الإبلاغ حسب ما معهم من كروت تدل على عناوين إقامتهم والجهة التي ترعاهم وتخدمهم في رحلة العمرة، ففهم منهم أنه لا توجد لديهم كروت تعريف ، فبحث عن مواقع الأكشاك التابعة لوزارة الحج والعمرة داخل ساحات الحرم أو على أطرافها ، ولا سيما من الجهات الجنوبية والغربية والجنوبية الشرقية لاكتظاظ المعتمرين في عمائر المسفلة والهجلة وأجياد، فقيل له إن الأكشاك بعيدة عن الساحات ويصعب وصول المعتمر إليها ، ولا سيما أنه بعد ضياعه يكون مرهقا جائعا وقد اجتمع عليه تقدمه في السن وما بذله من جهد بحثا عن جماعته الذين تاه عنهم أثناء الطواف والسعي أو عند أداء إحدى الصلوات الخمس.

ولذلك فإن أخانا عبدالمهيمن يقترح على الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي وعلى وزارة الحج تنفيذ بعض المقترحات البسيطة، ومنها ما يلي:

أولا: إنشاء أكشاك على أطراف الساحات يراها الداخل إلى المسجد الحرام والخارج منه، عليها لوحات توضح أن مهمتها إرشاد الحجاج والمعتمرين التائهين بحيث يعمل فيها موظفون ومرشدون على مدار ساعات الليل والنهار «بالتناوب»، وأن توضع بجوارها كراسي يرتاح عليها التائهون حتى ترتب إجراءات نقلهم إلى مساكنهم وبأسرع وقت ممكن، مع العلم أن مثل هذه الأكشاك موجودة في ساحات المسجد النبوي وتقوم بأداء خدمة جليلة للزوار التائهين على مدار أيام العام.

ثانيا: ربط مكاتب الإرشاد التي ينبغي أن تغطي ساحات الحرم من جميع جهاته الأصلية والفرعية بالحاسب الآلي لوزارة الحج، بحيث يمكن للمرشد معرفة المكتب الذي يخدم التائه حتى لو لم يكن يحمل بطاقة تعريف بالمكتب، وذلك من خلال اسم الحاج وجنسيته، فإذا تم ذلك سلم التائه لمرشد ينقله بسيارة تابعة لمكتب الإرشاد إلى سكنه فورا.

ثالثا: عدم اكتفاء وزارة الحج والعمرة بتوجيه مكاتب العمرة وخدمة الحجاج إلى وجوب توزيع كروت تعريف بمواقعها تحمل العنوان الكامل للسكن وعنوان المكتب وأرقام الجوالات والهواتف، ونحوها من متطلبات الخدمة، بل تتابع مدى تنفيذ المكاتب لتعليماتها ومحاسبة من لا يلتزم بها محاسبة لا هوادة فيها قد تصل إلى حرمان المكتب من القيام بخدمة الحجاج أو المعتمرين ليقوم بها مكتب بآخر يطبق فعلا لا قولا شعار الوزارة «خدمة الحاج والمعتمر شرف لنا».

عكاظ 1436/3/28هـ