أود التوضيح أن هذا المقال لا أقصد منه الإساءة لأخي الكبير وصديقي القدير ورحيمنا وقريبنا سعادة الدكتور محمد بصنوي رئيس نادي الوحدة المكلف فهو ابن بار لمكة وشخصية اجتماعية، بيد أنني أهدف أن لا يقع أحداً مستقبلا في نفس المأزق الذي وقع فيه البصنوي.

وأؤكد أن الكلام الذي أطلقه البصنوي لم يقصد فيه الإساءة أو التطاول أو التجاوز أو النيل من مكانة مكة المكرمة وقداستها بل قاله بحسن نية ونبل قصد.

أزعجني وتألمت كثيراً من التصريح الصحفي الذي أدلى به الدكتور محمد عبدالله بصنوي حين قارن قائلا: (إن من يكره الوحدة يكره مكة المكرمة)، حقيقة لم يتوفق البصنوي في كلامه، وهي سقطة كبيرة منه، ومأزق وقع فيه وشطحة من شطحات ضغوطات المناصب.

أخي محمد مكة لا تكره والكره لا يرتبط بها ولا يوجد مسلم على الأرض يكره مكة، إن محبة مكة لا يمكن أن ترتبط بحب وعشق منشأة رياضية أو اجتماعية وحتى لو كانت سياسية.

إن محبة مكة هي مطلب ديني عظيم وفرض على كل مسلم أن يحبها. إن محبة مكة لا تقبل المساومة أو المقارنة أو القسمة أو التجزئة. مكة قصة حب نادرة وواقعية لا تخضع لأي نوع من الحسابات الصعبة، ولا يجوز إخضاعها للإسراف المصالحي والمنافعي.

وهي مدينة مقدسة منحتها القدرة الإلهية شرعية الحب والمحبة ومكة مدينة متسامحة مع الجميع وتحب وتعشق أهلها.

سيكون من الحماقة إدخالها في حسابات الربح والخسارة. والديناميكيات التي تحللها وقائعها تؤكد على مراقبة أهلها المباركين وسكانها من المساس بقداستها، بل إن العقيدة الإسلامية كتابا وسنة قدمت لنا أدلة تحفيزية لمن يسكنها ويعيشها ومن يفعل الحسنة بها لتصل إلى مئة ألف حسنة وهذا التحفيز يضفي إطاراً نحو احترام خصوصيتها عبر بعض النقاشات الصريحة والمتحفظة لخصوصيتها.

أخي محمد أرجو عدم الغوص عميقا في مثل هذه المقارنات والضجيج الحماسي المنفعل. بل يجب تعميق الولاء في تعزيز محبة مكة المكرمة لأنه ليس من حقك كمسؤول موقت لنادي الوحدة أن تفرز محبة مكة بين من يحب الوحدة أو يحب مكة. الكراهية آخر نقطة في حدود مكة وهي غير متوفرة في قاموسها.

والله يسترنا فوق الأرض، وتحت الأرض، ويوم العرض، وساعة العرض، وأثناء العرض.

صحيفة مكة 1436/3/17هـ