وماذا بعد لقاءات المطوفين؟
شهد الأسبوع الماضي جولات قام بها وكيل وزارة الحج لشؤون الحج رئيس اللجنة العليا لانتخابات أعضاء مجالس إدارات مؤسسات أرباب الطوائف لمؤسسات الطوافة ومكتب الزمازمة الموحد، فكانت لقاءات صريحة ومباشرة خرجت عن أسلوب البروتوكولات التي اعتدنا عليها بمثل هذه الجولات واللقاءات، وسعدت بحضورها والاستماع إلى أطروحات ومناقشات المطوفين وأسئلتهم، كما استمعت لرؤية وزارة الحج المستقبلية نحو مؤسسات الطوافة، وما تحمله من تطلعات وخطوات تمنح المؤسسات استقلاليتها، ولعل أبرز ما حملته هذه الجولات فتح قنوات اتصال وتواصل بين المطوفين ومنسوبي الوزارة، وإلغاء البيروقراطية التي تعود عليها الكثيرون، وإخفاء المعلومات التي اعتادت بعض مجالس الإدارات على إخفائها عن المطوفين، ومنها اللائحة التنظيمية لانتخابات أعضاء مجالس إدارات مؤسسات أرباب الطوائف، واستمارة الترشح لعضوية مجلس الإدارة، فالوزارة من جانبها أكدت على أن كافة معلومات الانتخابات بما فيها اللائحة التنظيمية والدليل الإرشادي واستمارة الترشح وبيانات التواصل مع الناخبين وبرامج المرشحين، ستكون متاحة للجميع، ولن تكون هناك معلومات مخفية، وإظهار مثل هذه المعلومات يشير إلى الشفافية والوضوح التي بدأت الوزارة تنتهجها.
وقبل أن تفسر كلماتي بمقاسات من يفصلون الكلمات بزيف الحقيقة وتغيير الواقع، أقول إن من رأى ليس كمن سمع، ومن سمع ليس كمن نقل له، فالجولات التي قام بها وكيل وزارة الحج حملت مؤشرات إيجابية سجلت لصالح الوزارة، وكان أملي أن تسجل إيجابيات أخرى للمطوفين ليؤكدوا من جانبهم أنهم حريصون على مؤسساتهم حتى وإن اختلفوا مع مجالس إداراتها، فغياب نسبة كبيرة منهم عن الحضور سجل مؤشرا سلبيا عليهم.
وعلى العكس منهم ظهر حضور الزمازمة بشكل واضح في لقائهم بوكيل وزارة الحج، وهو ما يعطي إشارة إلى التجانس والألفة القائمة بين الزمازمة ومجلس إدارتهم، حتى وإن اختلفوا في الرؤى أو الأهداف، فبارك الله لهم هذه الألفة والمحبة وجعلها دائمة.
وإن كان المطوفون قد سجلوا غيابهم الواضح عن هذه اللقاءات فإن لذلك أسبابا عدة، لعل أبرزها الاعتقاد الراسخ لدى بعضهم بعدم جدوى مثل هذه اللقاءات، وخوف آخرين من إيقافهم عن حق المشاركة في العمل خلال موسم الحج، إن هم طرحوا سؤالا أو رؤية، بعد أن صورت بعض مجالس الإدارات وزارة الحج بالجلاد الذي ينبغي كسب وده وعدم الاقتراب منه.
وما نأمله أن تسعى وزارة الحج لدراسة أسباب غياب المطوفين عن حضور مثل هذه اللقاءات، ومعرفة ما إذا كانت الأسباب عائدة إلى أخطاء ارتكبتها المؤسسات في توجيه الدعوات للمطوفين؟، أم إن المطوفين غير مقتنعين بمثل هذه اللقاءات؟ وإن كانوا غير مقتنعين فما هي الأسباب؟، أم إن الالتقاء بمسؤولي الوزارة يشكل رعبا للمطوفين، ولِمَ هذا الرعب؟
من وجهة نظري أرى أن هذه اللقاءات فرصة للمطوفين لمواجهة مسؤولي الوزارة لكن كثيرين منهم بكل أسف لم يوظفوها لصالحهم بشكل جيد، فغيابهم أعطى صورة مؤلمة بعدم رغبتهم في التواصل والمواجهة.
ويبقى السؤال ماذا بعد انتخابات المطوفين؟، هل ستواصل الوزارة عقد مثل هذه اللقاءات كل عام؟، أم ستبتعد بعد أن فتحت باب التواصل؟، وقضت على نسبة من الخوف الذي ينتاب البعض من المطوفين؟.
وما أرجوه أن تواصل الوزارة كسر قاعدة البعاد وتؤكد أنها قريبة من المطوفين تقديرا لأعمالهم، حتى وإن بعدوا عنها.
صحيفة مكة 1436/2/30هـ