انتخابات الطوافة والتحوّلات الأهم

اللائحة الجديدة لانتخابات أرباب الطوائف تُعد النسخة الرابعة لها، إذ لازم التعديل كل دورة انتخابية، وظلت التعديلات التي سبقت الدورة الثانية والثالثة محدودة مقارنة بالتعديلات التي تسبق هذه الدورة الرابعة التي ستبدأ إجراءاتها غدا الثلاثاء غرة ربيع الأول 1436هـ.

ويُعد التحول الجذري والأهم في هذه الدورة هو التحول من الانتخاب بنظام القائمة إلى النظام الفردي المفرد، إذ إن المرشحين سيرشحون أنفسهم كأفراد والناخبون لهم صوت مفرد يمنحونه لمرشح فرد..


وقد كان هذا المطلب مطروحا من بعض أرباب الطوائف منذ الدورة الأولى لأنهم يرون أن نظام القائمة يفرض عليهم انتخاب بعض أعضاء القوائم اضطرارا، وإن كان مطلبهم أن يكون من حق الناخب أن يختار من يشاء وبحد أقصى ثلثي أعضاء مجلس الإدارة، إلاّ أن اللائحة جعلته صوتا واحدا لكل ناخب يمنح لمرشح واحد..


ولعل من نافلة القول القول بأن لكلا النظامين القائمة والفردي المفرد إيجابياته وسلبياته والمحك لتبينها هو التجربة والتطبيق..


ولعل أهم مميزات الفردية هو التمثيل في مجلس الإدارة، إذ إن الفردية سترفع معدل التمثيل الحقيقي للناخبين في مجالس الإدارة، إذ سيحظى بثلثي مقاعد مجلس الإدارة أصحاب أعلى أصوات جاءت باختيار حر لا يشوبه اضطرار إلى التصويت لمن قد لا يمثل صاحب الصوت وهو ما كان في نظام القائمة..


وأما التحول الآخر فهو متعلق بفرص الشباب وتجديد الدماء، فقد اعتمدت اللائحة حدا أقصى لعدد المرشحين وهو 40 مرشحاً، ومعايير لتصفية ما يزيد عن هذا العدد هي الخبرة والسن وعدد الأسهم وأخيراً القرعة.. وبالطبع فالمتوقع أن تحسم التصفية عند معيار الخبرة والعمر قبل الوصول لعدد الأسهم ومن بعده القرعة..

وهو ما سيؤدي في النهاية إلى فوز فئة كبار السن بالترشح وبالتالي الحصول على أغلبية مقاعد مجالس الإدارة، وحبس الدماء الجديدة الشابة التي يمكن تُضخ في مجالس الإدارة وهياكل المؤسسات عموما.. ولا أعرف إن كان هناك من مجال لاستدراك ذلك من قبل اللجنة العليا للانتخابات بإفساح المجال للشباب من خلال تخصيص حصة كما تم بخصوص أبناء المساهمين أم لا..


ومن التحولات الهامة في لائحة الانتخابات هو دخول المرأة إلى مجالس الإدارة من خلال منح الوزير صلاحية تعيين امرأتين ضمن الثلث المعين في مجالس الإدارة..

وهو ما سيُعيد دور المطوفة والأسر عموماً في خدمة ضيوف الرحمن ويكون إضافة مهمة لها انعكاساتها الإيجابية على تحسين الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن، ولعل من المفيد خدماتيا لضيوف الرحمن المسارعة إلى وضع الترتيبات المناسبة لخصوصية وضع المرأة وبدء تشغيل المطوفات في مجموعات الخدمة الميدانية من أجل خدمة النساء من الحجاج وبالأخص في المشاعر المقدسة بدءا من الموسم القادم.. ومن ثم إيكال التخطيط لهذه المهام ومتابعتها للمطوفات اللاتي سيتم تعيينهن في مجالس الإدارة..


بقي أن أقول: إن سعادة وكيل وزارة الحج لشؤون الحج أكد في سلسلة لقاءاته بأرباب الطوائف على دورهم في صنع قرار مؤسساتهم وفي مراقبة أدائها ومحاسبة مجالس إداراتها، من خلال الدورات الانتخابية كل أربع سنوات، ومن خلال الجمعيات العمومية التي تُعقد سنوياً، وأكّد كذلك على أهمية صوت الناخب وضرورة منحه لمن يمثله في مجلس الإدارة، وأن يكون الصوت هو الأداة لمنح الثقة لمرشح ما، ولتجديد هذه الثقة فيه في الدورة اللاحقة إذا أحسن تمثيله في مجلس الإدارة، وحجبها عنه في حال لم يُحسن.

صحيفة مكة 1436/2/30هـ