ابن رجا.. رجل الأمن الذي لا يغيب
رحم الله معالي الفريق الصديق محمد بن رجا الحربي.. رحمك الله أبا أحمد صديق الجميع..
رجل الأمن المثقف والذي ظهر اسمه على مدى أكثر من أربعة عقود في كل الأعمال الأمنية وخدمات المرور وأمن الحج والشرطة حتى تقلد نائباً لمدير الأمن العام وغادر الوظيفة بعد أن قدم «إرثاً» كبيراً من الأعمال الجليلة بعد نصف قرن في خدمة الوطن..
عرفته في 1398هـ وهو في رتبة «عقيد» واستمرت علاقتنا معه بحكم العمل الصحفي طيلة سنوات خدمته مديراً عاماً للإدارة العامة للمرور وقائداً لقوات أمن الحج لعدة سنوات ومديراً لشرطة المنطقة الشرقية ثم نائباً لمدير الأمن العام واستمرت علاقتي معه وكان يتواصل معنا حتى الأسبوع قبل الماضي و افتقدت رسالته مساء كل خميس الأسبوع الماضي حتى نعاه لنا أمس صديقنا العميد عبدالحميد فراش فجرًا..
عُرف الرجل بجديته وقدرته وانضباطه وقدم الكثير لجهاز الأمن العام والكثير للمرور في مناطق المملكة وكسب ثقة رؤسائه حتى أصبح بن رجا رجلاً فاعلاً في قيادة أمن الحج وارتبط برجال الإعلام بعلاقة خاصة فترة عمله وتواصل معهم بعد مغادرته الوظيفة, له «كاريزما» خاصة عُرف بها بين زملائه كنا نلتقي به دائماً في مبنى الأمن العام منذ نهاية شهر ذي القعدة وطوال أيام الحج وشارك في كل جولات الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية, رحمه الله, وكان حاضراً في أداء عمله .عمل مع عدد من مديري الأمن العام وربما كنت من أكثر أصدقائه تواصلاً معه..
اتذكر حرصه أن نلتقي به أنا والصديق محمد الحساني في مكة المكرمة وكنت اصطحب صديقنا الصحفي عدنان باديب, رحمه الله, إلى منى أو اللقاءات والاجتماعات أيام الحج.
عُرف بن رجا بأنه ممن يعمل أكثر من 18 ساعة فترة الحج في الميدان إذ كان مسؤولاً عن التصعيد والنفرة من عرفات ويتبعه آلاف الضباط وضباط الصف والجنود ثم عندما اختير قائداً لقوات أمن الحج زادت مسؤوليته وكان يشرف على كل أعمال الأمن العام..
لازلت اذكر اتصالي به في موضوع «خاص» قبل أكثر من 15 عاماً ووجدته صديقاً وأخاً .التقيته آخر مرة في المقابر في مكة المكرمة عند دفن الأمير نايف, رحمه الله, ووعدني حتى قبل شهر أو يزيد بزيارتنا في مكة المكرمة..
رحمه الله وغفر له واثابه بماقدم للوطن والعزاء لأسرته وأحبائه وزملائه في العمل الأمني.
رحم الله الفريق بن رجا.. (إنا لله وإنا إليه راجعون).
صحيفة البلاد 1436/2/26هـ