الوحدة.. وصالح كامل
الشيخ صالح كامل رجل يمتلك رؤية ثاقبة وتاريخاً طويلاً من الإنجازات المختلفة، ونظراً للكفاءة التي عرف بها أسندت إليه رئاسة نادي الوحدة، فاستعان برجال متخصصين. جاء صالح كامل وهو يحمل أفكار التطور المستمر في قدرات التنظيم بما يمكنه من تنفيذ عملية نوعية مركبة.
وفجأة تتحرك ضد صالح كامل خصومة رياضية من بعض أبناء الوحدة. وأصر صالح كامل على النجاح وراهن على وعي المواطن الوحداوي البسيط. وتدخل الذين حملوا كذب الأغبياء وادعاءات من يزعمون الخبرة. وعانى صالح كامل نفس معاناة السيد جمال تونسي أشهر رئيس للوحدة في العشر سنين الماضية. وصاحب الإنجازات الكبيرة.
كلا الرجلين صالح كامل وجمال تونسي قدما للوحدة الكثير بهدف الوصول به لمصاف الأندية العالمية وخسرا الكثير من الأموال في سبيل ذلك. فصالح كامل شاطر الجميع تعاطفهم في حب الوحدة. ولكن واجهته نقمة من يحمل التفسيرات الحاقدة ضد النجاح. وأطلقت الشائعات ضده من بعض أعداء الوحدة المعروفين. ولم يخف صالح كامل منهم وزاد اجتهاده لإنقاذ نادي الوحدة وصنع لهم الكثير من الوسائل المنطقية ولكن وقف ضده أعداء النجاح. إن معركة صالح كامل مع الأدعياء والادعاءات. قصة طويلة.
فكرت لماذا وصل حال نادي الوحدة لهذه الدرجة من صناعة الاستسهال في الفشل؟ أعتقد أنه ضعف (الثقة) في أي شخص قيادي ناجح جاء ليخدم الوحدة مثل: صالح كامل والسيد جمال تونسي وغيرهما.
جاء الشيخ صالح كامل في مرحلة حساسة في تاريخ نادي الوحدة وأراد أن يمسح كل موقف عدائي في الموقف القديم وفتح قلبه وأذرعه للجميع. ورفض ممارسة استغباء الناس، وخلق مناخاً عاماً من الحب والتشاور والتقدير، ورفض فكرة تسطيح وعي الناس، ورفض الشك والتآمر. بل قدم التساؤل والدهشة والمنطق للنهوض بنادي الوحدة، وأدرك هذا الرجل الكبير صالح كامل أن الدوافع الوطنية فرضت الإيحاء بذلك بدلاً من الكلام عن مواجهة تحالفات الفشل. وأخيراً أدرك صالح كامل أن الخطر الحقيقي الذي يهدد نادي الوحدة هو أبناؤه الذين ألفوا صناعة الصراعات بأنواعها.
فأصبح نادي الوحدة حالة مستعصية من إنكار الواقع. الخطورة أن يؤثر هذا الإنكار على الوضع الطبيعي للرياضة بمكة المكرمة. حين ترك الشيخ صالح كامل نادي الوحدة كشف للرأي العام والمشهد الرياضي أنه استطاع تنفيذ عمليات نوعية بنادي الوحدة.
والله يسترنا فوق الأرض، وتحت الأرض، ويوم العرض، وساعة العرض، وأثناء العرض.
صحيفة مكة 1436/2/9هـ