كم أنتِ جميلةٌٌ يا بكتي
لقد حنَّ فوادي للسُكَنىٰ إليكِ يا حبيبتي ولمَ لا يحنُّ إليكِ فلقدْ عشقتكِ منذُ نعومةِ أظافري ومولدي بكِ ، ولمَ لا أعشقكِ وأحبكِ فقبلي أحبكِ الحبيبُ عليهِ أفضلُ الصلاةِ والتسليمِ ومعهُ ملياراتِ البشرِ منذُ فجْرِ التاريخِ .
إنني أهيمُ بكِ وبجمالكِ الرباني والمتمثلِ في جبالكِ وأوديتكِ وزرعكِ وترابكِ وطيركِ ، سأظلُّ يا معشوقتي محتفظاً بصوركِ الجميلةِ في ذاكرتي ، تلك الصور البهية الجمال وأنتِ شامخةٌ بجبالكِ السبعِ وقممها المهيبةِ . لا أعلمُ كيفَ تجرأ البعضُ على التهورِ وامتلاكِ تلك القممِ ، لا أعلمُ كيف تجرأ البعضُ على إزالة قممكِ بدعوى إجراءِ عملياتٍ تجميليةٍ وبداعي أن مقاييسَ الجمالِ العصريةِ تتطلبُ ذلك ، ألمْ يعلموا بأن الكثافةَ لن تتناسبَ مع المساحةِ الجماليةِ بكل المقاييسِ ....
أنا أعلم يا حبيبتي أنهُ لم يكنْ لكِ خيارٌ فيما فُرضَ عليكِ منْ عملياتٍ تجميليةٍ والمتمثل في إزالة الدهون ( الجبال) ليصبح قوامكِ أكثر جمالاً ...
آه آه يا بكتي إنني أسمعُ صراخكِ وبكاءكِ ولكن " ما باليد حيلة " ، ولكنني على يقينٍ بأن لكِ رباً يحميكِ طالَ الزمانُ أو قصر ...لا تبكي يا روحي لا تذرفي الدمع يا عمري فأنتِ لازلتِ جميلةً في نظري ونظرِ المليارِ عاشق , فجميع أفئدتنا تصبو إليكِ يا جميلة الحسنِ وعلى مدارِ الساعة ننظر إليكِ بنظرةٍ كلها للهفةِ القربِ منكِ ...
لا تبكي على فقدِ الأخشبين و قيقعان وقبيس فستظل جذورها ممتدةً بأعماق تاريخكِ ... لا تخافي فإن شاء الله لن يختفي رحيقك الطاهر ( زمزم ) بالعملية التجميلية الجديدة التى يتحدثون عنها الآن , وسيظل التضلع برحيقك مطلب كل محتاجٍ ...
اصبري يا جميلتي فكلنا يعلم أنك جميلةٌ وصامدةُ وسيندم الجراح وسيطلبُ المغفرةَ والتوبةَ ، والتوبةُ تجبُّ كل شيء ، سأبوح لكِ بسرٍ يا معشوقتي لم أبح به لأحدٍ إلا الآن ، فلقد أوصيتُ أهلي أن يضموا جسدي إليك حينما يخبو خاطري ، كم أنتِ جميلةٌ يا بكتي ، حفظ الله البلد الأمين