القطار اللؤلؤي

الحقيقة أنني أمعنت في الحلم البهيج والخيال المترف حتى خلت أنني حقيقة أسترخي على ذلك المقعد الفاره في مقصورة الدرجة الأولى أو مقعد الدرجة العادية الذي لا يقل فخامة وسعة. تخيلت أنني استمتع برحلة هادئة لا تستغرق أكثر من ساعة وبضع دقائق من جدة إلى المدينة أو دقائق قليلة من جدة إلى مكة، أشاهد خلالها التلفزيون أو أبحر في شبكة الإنترنت، بعد أن طلبت وجبة فاخرة وبعض المرطبات اللذيذة، لأصل مرتاح البال والجسد، بعيدا عن مخاطر الطرق أو زحمة المطارات.

هكذا كان حلمي وخيالي بعد أن شاهدت صور قطار الحرمين التي أرسلها رئيس المؤسسة العامة للخطوط الحديدية محمد السويكت من مقر الشركة الإسبانية المصنعة للقطار، ونشرها على حسابه في تويتر، وتضمنت مقدمة القطار ويظهر معها الهيكل الخارجي المطلي باللون اللؤلؤي وصورة لمقاعد الدرجة الأولى وصورة أخرى لبقية مقاعد القطار، مع معلومات تفيد بأن سرعته ستبلغ نحو 300 كم، وأنه مصمم لتحمل درجات الحرارة العالية ومضاد للصدمات، ومنها حوادث الاصطدام بـ «الجمال» إن وقعت، مع التأكيد أن تشغيله بشكل رسمي وكامل سيكون في منتصف عام 2016.

بشرك الله بالخير، يا أخانا، رئيس الخطوط الحديدية. ولتسمح لنا ببعض التعليقات على هذا الخبر المبهج، نأمل أن تحملوها محملا حسنا.

لا يهمنا أن يكون لون القطار لؤلؤيا أو فضيا أو ذهبيا، التدقيق على اللون ترف لا نفكر فيه، المهم أن يصل القطار في موعده سليما معافى، وأن يتم تشغيله في موعده دون تأخير، وأن يستمر لاحقا في العمل بحالة جيدة.

كم صدمنا بأشياء تصلنا على غير مواصفاتها التي تحددت، وكم تعبنا من مشاريع تتعثر لا يتم إنجازها أو تشغيلها في موعدها، وكم سئمنا من مشاريع أخرى تتعطل سريعا بعد تشغيلها التجريبي.رجاء، يا أخانا محمد السويكت، ألا تتكرر تجربة القطار المسكين العتيد الوحيد بين الرياض والمنطقة الشرقية؛ لأنها تجربة بدائية مخجلة رغم أن مؤسستكم بقضها وقضيضها تعمل من أجل ذلك القطار فقط.سنتفاءل معك مؤقتا حتى نرى قطارنا الحلم الذي برع الإسبان في حمايته حتى من حوادث الاصطدام بالجمال. يا له من قطار فريد!!

عكاظ 1435/10/22هـ