الاستعداد لرمضان ومعايير النجاح بين مقدم الخدمة ومتلقيها

للأسف، لم يزل غالب المعنين بالاستعدادات لاستقبال الزوار والمعتمرين خلال شهر رمضان حول المسجد الحرام يشعروننا بأن الشهر الكريم فاجأهم..

فحتى كتابة هذا المقال لم تكتمل الاستعدادات حول المسجد الحرام وبالأخص من جهة الغزة ومن جهة جبل الكعبة، فما زالت مسارات المشاة مليئة بالحفر والأتربة، والإنارة غير الكافية، ومن جهة جبل الكعبة الممرات أضيق وأكثر سوءا من رمضان الماضي، مع أن الفرصة مواتية لعمل ممرات منظمة وممتدة من المسجد الحرام وحتى منطقة بئر طوى، بل مواتية لعمل طرق ومسارات مستحدثة ومخصصة للمركبات، وتخصيص مواقف للحافلات الكبيرة والصغيرة وأخرى لسيارات الأجرة بسبب توافر مساحات كافية لكل ذلك..

وما زالت أعمال سفلتة بعض الشوارع التي تم كشطها قبيل الشهر الكريم لم تكتمل،

ولم تكتمل عمليات تركيب وتشغيل برادات مياه شرب على مسارات المشاة وفي مواقف الحافلات.

وفيما يتعلق بترتيبات المرور تم تخصيص مواقف لسيارات الأجرة في منطقة الغزة في بداية الشهر ففرحنا بذلك، ثم ما لبثت قيادة المرور أن ألغتها، ولم يتم تخصيص مواقف للحافلات الصغيرة..

اجتهادات قيادات وأفراد المرور مستمرة، يغلقون المداخل للمنطقة المحيطة بالمسجد الحرام أمام أناس ويفتحونها أمام آخرين دون أسباب أو شروط معروفة، وأما إدارة حركة الحشود حول المسجد الحرام وداخله ففي رأيي أن بنيتها الأساسية مرهقة للقائمين عليها، وأعني بذلك الإصرار على اعتماد منهجية مرونة تكوين الممرات بالحواجز والأشرطة البلاستيكية بشكل أساسي، بينما الواجب تحديد أماكن الصلاة وأماكن الممرات الدائرية والإشعاعية حول الكعبة المشرفة وبناء حواجز ثابتة تساعد القائمين على إدارة الحركة وفي نفس الوقت تعين وتعود الزوار عليها، وإضافة إشارات ولوحات إرشادية تساعد الزوار على الاستدلال على وجهتهم بسهولة وتخفف من حركتهم وتزيد من سيولتها..

وأما إذا تحدثنا عن معايير النجاح فسنجد تباينا بين معايير مقدم الخدمة ومعايير متلقيها، فعلى سبيل المثال أن معايير النجاح للقائمين على تنظيم حركة المرور هي انسيابية الحركة حتى ولو من خلال إلغاء الحركة أو إعاقتها، كأن يتم منع دخول المركبات لمناطق معينة أو في أوقات معينة وتبدو بذلك الحركة منسابة، بينما معيار النجاح عند الزائر والمعتمر هي بالإضافة لانسياب الحركة أن يصل في الوقت المناسب وبأقصر وقت ووصول وسائل النقل لأقرب نقطة للمسجد الحرام.

لذلك على المسؤولين التنبه لهذا التباين وإعطاء معايير النجاح من وجهة نظر متلقي الخدمة الأولوية فهو المستهدف بكل ما تبذله الدولة وكل أجهزتها الحكومية من جهود وأموال.
والله ولي التوفيق.
 

صحيفة مكة 1435/9/9هـ