بل طرق موازية ومتقاطعة يا معالي الأمين

نشرت هذه الصحيفة تصريحاً لمعالي أمين العاصمة المقدسة د. أسامة البار يوم السبت 4 رجب الحالي يؤكد فيه الحاجة الماسة لتوسعة الطرق الإشعاعية، من أجل ربط المداخل الرئيسية لمكة المكرمة بالمنطقة المركزية المجاورة للحرم، وذكر مداخل الليث والمدينة والسيل. وفي رأيي أن الحاجة الملحة هي لطرق رديفة أو موازية للطرق المشار إليها وطرق أخرى متقاطعة معها، وهو ما يعني تكوين شبكة من الطرق الإشعاعية والدائرية أو المتقاطعة معها، وهو ما سيؤدي إلى تحقيق العديد من المزايا والأهداف التي تخدم التنمية المستدامة بمفهومها الشامل والاستراتيجي..

فشق أو توسعة الطرق الموازية للطرق الرئيسية وشق طرق متعامدة عليها أو متقاطعة معها سوف يؤدي إلى تطوير مناطق واسعة من تلك التي تقع خلف ضفتي الطرق الرئيسية، والتي تتصف في غالبها بالعشوائية أو شبه العشوائية، وهذا يسهم بجزء أساسي من مشروع تطوير العشوائيات من خلال تحقيق أحد أهم أسس تطوير المناطق والأحياء العشوائية وهو خلخلتها وإفساح المجال لحركة جميع الجهات الخدمية والأمنية وتمكينها من تقديم خدماتها بكفاءة وفاعلية.


فشق الطرق الموازية والمتعامدة على الطرق الرئيسية القائمة سوف يمكّن أمانة العاصمة المقدسة من تقديم خدماتها المتعلقة بالنظافة والصيانة والرقابة بشكل أفضل حيث سيتيح وصول معداتها ومراقبيها لعمق الأحياء الخلفية بسهولة.

وسيتيح للدفاع المدني تقديم خدماته سواء للرقابة أو للمكافحة أو للإغاثة والإنقاذ في حالات الكوارث بشكل أكثر كفاءة وفاعلية. وسيتيح للجهات الأمنية الاطلاع على الأوضاع داخل الأحياء ومكافحة الجريمة أيضاً شكل أفضل، وأيضاً سوف يساعد شق الطرق الموازية والمتعامدة معها على توزيع الحركة المرورية وانسيابها بسبب توفير بدائل للطرق الموصلة لأحياء مكة المكرمة بشكل عام وللمنطقة المركزية على وجه الخصوص، وسوف يعزز –بالتأكيد- من كفاءة منظومة النقل العام في مكة المكرمة. وكل هذا في النهاية سوف يحسن مستوى معيشة أهالي مدينة مكة المكرمة، ويحقق راحة زائريها من حجاج ومعتمرين، وسيكون موضع الشكر والثناء لمسؤولي الأمانة ومسؤولي إدارة شؤون مدينة مكة المكرمة بشكل عام.

ومن الطرق الإشعاعية التي ورد ذكرها في التصريح المدينة والسيل وكلاهما يمكن عمل طريق مواز له؛ فعلى سبيل المثال طريق المدينة يمكن عمل طريق مواز له من جهة الشرق بدءًا أحياء العمرة الجديدة بالتقاطع مع شارع الحج وبالامتداد عبر شارع الجزائر وصولاً إلى منقطة الحلقة القديمة بجرول، أو الانحراف شرقاً ووصولاً إلى مخطط السيدة ثم إلى مقابل أنفاق التوسعة من جهة الحجون لاستيعاب الحركة من وإلى توسعة الملك عبدالله للمسجد الحرام من تلك الجهة. وأما طريق السيل يمكن عمل طريق مواز له مروراً بالغسالة ووصولاً إلى شعب عامر عبر أنفاق الملاوي.

وبالطبع مع ربطها بالطرق الدائرية الثالث والثاني.

والشيء بالشيء يُذكر، فمن الطرق الموازية المطلوبة في نظري لخدمة الحركة المتوقعة شمال المسجد الحرام بعد تشغيل توسعة الملك عبدالله هو طريق مواز لشارع الحجون من جهة الشمال بدءًا من منطقة الجعفرية مروراً بمخطط السيدة وملقية والزاهر وأم الجود والعشوائية التي نشأت خلف مبنى المرور سابقاً استمراراً حتى مخطط الفيحاء وطريق مكة جدة القديم..

وخلاصة القول أن تطوير طرق موازية للطرق الرئيسية القائمة أكثر نفعاً من توسعتها.

صحيفة مكة 1435/7/13هـ