رواق بكة النسائي

 

أعمق ما في الحياة من ثروات الأهداف التي تكون دافعاً لتحقيق طموح الإنسان، فلا شيء يمكن أن يقاوم الإرادة التي تجتهد وتغامر لتحقيق أهدافها. ولتحقيق النجاح لا بد من سلوك الطرق الجديدة والمميزة. والتفكير في الفخر والرضا يدفع الإنسان إلى تحقيق طموحه عن طريق التميز والإبداع.


ورواق بكة النسائي، وهو يتجاوز عامه الحادي عشر بنفس القوة ونفس الحماس الذي بدأ به، يعتبر علامة فارقة في العمل المؤسساتي الثقافي الأدبي الناجح، فقد حظي برضا وقبول المجتمع المكي به، وانطلاقه نحو التجديد فيما يطرح من مواضيع تنوعت بين الثقافية والأدبية والاجتماعية. ولعل النشاط المسرحي الأخير الذي قدم على مسرح جمعية أم القرى الخيرية، والذي قدمته نخبة من طالبات الإعلام بجامعة أم القرى بقيادة المعيدة رزان سراج عالم، وإشراف عضوة الرواق الدكتورة نجاة الصائغ بعنوان (بر الوالدين) تحول رائع في أنشطة الرواق بانضمام جيل الشابات إلى هذا الصالون الثقافي.


ما يميز رواق مكة النسائي عن باقي الصوالين الأدبية أنه تميز بالتنوع في اختيار المواضيع التي يتم تناولها. وما أكسبه القبول الاجتماعي أن قيادته وضعت له أسسا قوية وثابتة تمثلت في وضوح الفكرة التي قام من أجلها الرواق، ووجود قيادة على كفاءة عالية مؤهلة وقادرة ومتحمسة لهذا العمل، واختيار فريق عمل واع راق يتحمل المسؤولية، والاستقلالية في التصرف ضمن حدود المسؤولية المعقولة، وإيجاد سمعة جيدة للرواق لدى مرتاديه من سيدات المجتمع والمشاركين في فعالياته، ووجود لوائح وقوانين محددة ومتفق عليها، وأهداف فريق الرواق، ووجود خطط وبرامج واضحة ومدروسة. لقد كسب الرواق ثقة المجتمع المكي وأصبح رواده من جميع الفئات في ظل وجود نظام رقابة ذاتي تميزت به عضوات الرواق، مما دفع بمسيرته خلال أحد عشر عاما دون توقف.


بعد هذا لا يسعني إلا أن أقول لعضوات الرواق بوركتن وبوركت مسيرتكن، ولن ينسى التاريخ المكي حراككن الثقافي، فأنتن قيمة مضافة للحركة الثقافية في الوطن. بقي أن أقول إن إدارة مؤسسة مطوفي جنوب آسيا خسرت، وخسرت بعدم السماح لهذا الرواق الرائع باستمرار نشاطاته.


وأخيراً رواق بمكة أنموذج راق ومشرف يحتذى به في انضباطه وأخلاقه وإنجازاته ونشاطاته وشروطه وقواعده وعضواته.


والله يسترنا فوق الأرض، وتحت الأرض، ويوم العرض، وساعة العرض، وأثناء العرض.

صحيفة مكة 1435/7/10هـ