أين يذهب المواطن المكي؟


 

أمين العاصمة المقدسة الدكتور أسامة البار ليست لديه عصا سحرية لحل كل مشاكل مكة المكرمة، ولكن «العشم» في ابن مكة «البار» كبير، ومكة حتماً تستحق منا الكثير.

وفي مقالي هذا سأبدأ برسالة بعثها المواطن المكي أبو محمد يقول فيها: (هل تصدق أنه لا يوجد في مكة «مدينة ملاهي» للأطفال.

فأين نذهب بأطفالنا ليلعبوا في عطلة نهاية الأسبوع؟ فنحن لا توجد لدينا «مدينة ملاهي» ولا «حديقة عامة» تحتوي على مسطحات خضراء تستوعب السكان الراغبين في التخلص من ضغوطات العمل والحياة.

وقد سمعنا عن مشروع إنشاء حديقة بالقرب من «بوابة مكة» ولكن يبدو أنها أصبحت حلماً يصعب أن يتحقق.

وللأسف إن معظم تصريحات «أمانة العاصمة» تكون حول مشاريع مستقبلية، ولكننا نحن أهالي مكة نتمنى أن تكون التصريحات متمركزة حول «الإنجازات» المتحققة لا حول «التمنيات».

فنحن نضطر أن نذهب بأولادنا إلى جدة ليس فقط بحثاً عن الطب، بل بحثاً عن الترفية ولكي يلعب أطفالنا ونعود في المساء وينام أطفالنا في طريق العودة من شدة التعب وطول المسافة.

وفي كثير من الأحيان عندما نعرض عليهم الذهاب مرة أخرى إلى جدة يتذكرون ما حل بهم من تعب، فتكون إجابتهم العفوية: «بلاشي يا بابا خلينا نروح حجز السيارات بمكة» وهناك يؤذي الاسفلت الساخن أرجلهم الطرية، كل هذا في ظل غياب الخدمات كدورات المياه والمطاعم.

وللأسف إن الحدائق الصغيرة التي أنشأتها «الأمانة» على أطراف بعض الشوارع في مكة وأطراف الميادين يرتادها المقيمون في مكة من الجاليات، إذ يتمتعون بها طوال الأسبوع بلا أي حسيب أو رقيب.

لن أتحدث بطبيعة الحال عن كثرة الحفر والمطبات في شوارع مكة وسوء السفلتة في الطرق فهذه من المسلمات التي باتت معروفة، وبطبيعة الحال كل حفرة يتم حفرها في الشارع تغلق ثم تعود لتفتح بشكل عشوائي وهكذا يحدث في كل الشوارع التي تمر بها المشاريع في مكة.


انتهت رسالة المواطن المكي التي بث بها بعضاً من شكواه ومعاناته التي هي جزء من شكوى أغلب أهالي مكة، وقد يرى البعض أن مسألة «الملاهي» و»الحدائق العامة» من الأمور البسيطة ولكنها في واقع الأمر أمور بالغة الأهمية، فالإنسان لكي ينتج ويتقدم ويصنع حضارة قائمة على العمل والإنتاج لا بد له من إشباع احتياجاته كافة التي منها الحاجات الروحية والنفسية، فالإنسان الذي يخرج بأهله وأطفاله في عطلة نهاية الأسبوع ليروح عن نفسه وعنهم يستطيع أن يعود إلى عمله بنفسية مرتاحة قادرة على مواجهة متطلبات الإنتاج والعمل، وكذلك الأطفال ترتفع قدرتهم على التحصيل العلمي إذا قضوا عطلة نهاية أسبوع مليئة بالمرح والانطلاق.

صحيفة مكة 1435/7/8هـ