جوهرة جدة ومضة أمل وعلامات استفهام

 

 

شكراً خادم الحرمين الشريفين. شكراً على هذا الإنجاز الذي يُضاف إلى إنجازات سبقته وهي غير مسبوقة مثل برنامج الابتعاث، وإنشاء جامعتي الملك عبدالله والأميرة نورة، وتوسعة المسعى وقطار المشاعر، وإنجازات قيد التنفيذ مثل توسعة المسجد الحرام وقطار الحرمين ومطار جدة، وأخرى قيد الدراسة مثل شبكة النقل العام في الرياض ومكة وجدة.


شكراً على مشاعر الحب التي فاضت من قلبكم وعلى لسانكم تجاه شعبكم أثناء افتتاح مشروع الجوهرة. وهنيئاً لكم مشاعر الحب التي بادلكم بها شعبكم الشقيق.. شقيق روحكم. سددكم الله وأيد بكم شعبكم وأمتكم.


لا شك أن ليلة الجمعة الماضية أشاعت مشاعر إيجابية مختلطة بالابتهاج والحب والانتماء والولاء والفخر بإنجاز مشروع مدينة الملك عبدالله الرياضية (الجوهرة) في وقت قياسي وبمواصفات عالية وفي حفل بهيج. وقد كان الحدث ومضة أمل في أننا قادرون على إنجاز ما تنجزه دبي مثلاً، فالجهة المكلفة بإنجاز المشروع هي أرامكو السعودية، والمقاول هو المهيدب وهو مقاول سعودي.


وللحقيقة فإن هناك مشروعات مماثلة أنجزت بسرعة وبمواصفات عالية وإن كانت تُعد على أصابع اليد مثل قطار المشاعر وجامعة الملك عبدالله وجامعة الأميرة نورة وهي لا تُقارن في عددها مع آلاف المشاريع المتعثرة على امتداد أرض وطننا العزيز.


والسؤال هو: لماذا لا نتعلم من تجاربنا في إنجاز هذه المشاريع ونعممها على بقية مشاريعنا المتعثرة والمُعثرة لخططنا ومشروعاتنا التنموية والمدمرة في بعض آثارها على مجتمعنا وإنتاجيته وتقدمه بما تشيعه من مشاعر الإحباط والتخلف عن الأنداد؟ فبالتأكيد هناك أسباب للنجاح هنا وغيابها هو سبب التعثر هناك.


ولا بد من العمل على توافرها في كل مشروعاتنا وبالأخص الحيوية منها والتي يفوق بعضها في أهميته وتأثيره على حياة المواطن ما تم إنجازه من مشروعات حتى الآن أذكر منها مشروعات الإسكان والنقل العام.


فإن كان من بين أسباب النجاح على سبيل المثال الحد من إجراءات التعاقد المعيقة التي تفرضها وزارة المالية فعلينا الحد منها في بقية مشروعاتنا. وإن كان من بينها عقبات وأنظمة وزارة العمل فعلينا إزالتها. وإن كان من بينها قيود وأنظمة وزارة الداخلية والجوازات فعلينا أيضاً إزالتها، لكي ننعم بإنجازاتنا ونفاخر بها ونعزز تقدمنا وتنميتنا ونحقق رفاه مجتمعنا.


بقي علي أن أقول كمكي إنني أتطلع إلى صدور أمر خادم الحرمين الشريفين لشركة أرامكو لإنجاز مماثل لمشروع الجوهرة في مكة المكرمة وهو تنفيذ حديقة الملك عبدالله التي صدر توجيهه الكريم لأمانة العاصمة بتنفيذها قبل أكثر من عشر سنوات. فهل نتوقع إنجازها خلال 390 يوما؟ أرجو ذلك. فخادم الحرمين (سدده الله) قادر وأهل مكة يستحقون.

صحيفة مكة 1435/7/6هـ