هموم مكة المكرمة على طاولة أميرها
أسئلة كثيرة قفزت إلى أذهان التجار والصناع والمصدرين والموردين عند صدور الأمر الملكي الكريم القاضي بتعيين الأمير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز أميرًا لمنطقة مكة المكرمة، من بين هذه الأسئلة كيف سيقود الأمير سفينة المنطقة التي تعد عاصمة اقتصاد الوطن الأولى؟ وإلى أي أفق سيسير ببوابة الحرمين وقبلة المسلمين، وغيرها من المحافظات التي تلتف كالأسوار في معصم اليد؟ وما هي نظرته الاقتصادية والتنموية لهذه المنطقة الثائرة تنمية وعمرانًا؟ وما هي التنمية التي سيدفع بها الأمير في مفاصل الحياة العامة ليتحقق للمواطن ما يطمح له ويصبو إليه؟.
تولدت هذه الأسئلة وغيرها في وقت تشهد فيه منطقة مكة المكرمة مشروعات لم يشهد لها التاريخ مثيلاً، بنى تحتية، أنفاق وجسور، مدن رياضية وصحية وتعليمية، قطارات، وجامعات، وقلاع اقتصاد حتى تحولت المنطقة إلى ورشة عمل غايتها توفير حياة كريمة لأبناء الوطن، والسير بهذه المنطقة إلى مصاف الأمم المتقدمة في مختلف مجالات الحياة، هذه المشروعات يشارك القطاع الخاص في تنفيذها جنبًا إلى جنب مع مؤسسات الدولة الممسكة بهذه الملفات المهمّة.
في الأسبوع الماضي القريب، شرفت وزملائي قيادات بيت التجار والصناع في مكة المكرمة بلقاء أمير منطقة مكة المكرمة في مكتبه، وبينما نحن ندلف إلى مقر الإمارة في مكة المكرمة شاهدنا الحيوية والنشاط تعم أرجاء إمارة مكة المكرمة، ورأينا سمو الأمير يستقبل المواطنين بنفسه، ويستمع لهمومهم ومتطلباتهم بكل تواضع، كان اللقاء مثمرًا وشفافًا، وكشفت النقاشات والرؤى الاقتصادية التي طرحت، وتم تداولها عن عميق فهم الأمير للملفات الاقتصادية والاجتماعية والأمنية التي يجب أن تحظى بالأولوية في المعالجات الآنية والمستقبلية.
تحدث الأمير برؤية متقدمة، فتطرق للمدن الذكية ومدن المعرفة والاقتصاد، وكيف سيجعل منها مدنًا تجلب الراحة وتوفير الأمن لتسير نحو المستقبل على أسس متينة راسخة، ليستمتع جيل اليوم بمقومات هائلة دون أن ينقص ذلك من حقوق الأجيـال المقبلة، كما تحدث عن التركُّزات السكانية في مدن محددة، وما يمثله ذلك من عبء إنساني واقتصادي وتنموي وأمني وسياسي وبيئي، لم يقتصر الحديث على الجوانب الاقتصادية، بل أطلعنا الأمير، وبتفاصيل نسمعها لأول مرة عن مشروع خادم الحرمين الشريفين لإعمار مكة المكرمة، هذا المشروع الذي سينقل مكة المكرمة إلى مصاف الأمم المتقدمة، وسيهيئ لضيوف الرحمن كافة الخدمات التي يحتاجون لها، ويجعلهم ينصرفون فقط لأداء نسكهم بيسر وسهولة.
الكاريزما التي يتمتع بها الأمير الشاب، وطريقة إدارته للقاء، ومهنيته في التقاط الأفكار والمبادرات شجعت زملائي قيادات غرفة مكة المكرمة على طرح أفكارهم ورؤاهم، ووعد بدراستها من قبل جهات الاختصاص، والحق أقول: إننا وجدنا الكثير ممّا يؤرقنا كمجتمع تجاري حاضرًا لدى الأمير، وهذا يدل بشكل مباشر أنه ومنذ أن وطئت قدماه منطقة مكة المكرمة وهو يعمل ومعه الرجال الأمناء الأقوياء على دراسة أكثر الملفات أولوية لدى كل الشرائح السكانية في المنطقة، انطلاقًا من قناعته ويقينه بأن التنمية منظومة فكر شامل لكل متطلبات الحياة الاجتماعية والاقتصادية والخدمية، وتنضج التنمية وتبدو نتائجها مبهرة عندما تتضح الرؤية والأهداف، ويتم تحويلها إلى برامج ومشروعات قائمة على أرض الواقع، مصحوبة بعمل مؤسسي قوي وفاعل.
بعد هذا اللقاء خرجت وزملائي بقناعة تامة، ويقين مطلق أن الأمير الشاب لن يهدأ له بال إلاّ وقد تبوأت مكة المكرمة المنطقة، والإنسان المكانة التي يجب أن تحظى بها على صعيد مدن العالم المتقدمة، ليتحقق لخادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده، وسمو ولي ولي العهد حلمهم في أن تكون منطقة مكة المكرمة شامة مميّزة بين مدن العالم الأكثر تقدمًا.
المدينة 1435/6/22هـ