الجعفرية .. الحي الجميل

عشنا سنوات جميلة بريئة في حارة (الجعفرية) في مكة المكرمة وهي جزء من (الجميزة) وموقعها تحديداً خلف عمائر (الاشراف وموقف سيارات الرياض) هكذا اسمه تلك الفترة..

كنت في المرحلة الابتدائية في المدرسة المحمدية هذه المدرسة التي درس بها اكثر ابناء الحي ..

عرفنا في الجعفرية التلاحم والود والتواصل مع الجيران وبقيت ذكريات جميلة لازالت في الذاكرة.

الأسبوع الماضي اقام ابن الجعفرية جارنا (عبدالواحد عبدالخير مسفر) زفاف ابنه (مهند) في احد قصور الافراح بمكة المكرمة وشعرت بكثير من الندم والدكتور ابراهيم عبدالعزيز الدعيلج صديقنا وجارنا في (الجعفرية) وهو ينقل لي الخبر لأن الدعوة لم تصلني لأسباب (رسائل الجوال) فقد التقى جيراننا جميعهم في مناسبة جارنا عبد الواحد وهذا ما يؤكد عمق العلاقة ورغبة التواصل في الأحياء في مكة المكرمة وحضر الجيران لمشاركة جارهم فرحته بابنه ووجدت أنني ربما أكون الوحيد الذي تغيب عن المناسبة ونقلت ذلك لجاري عبدالواحد واعتذاري وكانت فرصة للحديث عن الحي واسماء الجيران واكثرهم انتقل إلى رحمة الله ومن حضر الابناء من جيلنا وتذكرت اسماء كنا نعيش بجوار بعضنا البعض وندخل بيوت الجيران تذكرت ليالي رمضان والعيد والحج ..

هنا منزل الكيكي وبالقرب منه عبدالواحد والدعيلج والتلمساني والخان وأول الحارة منازل البدري وعاشور والحناوي وأبو الشعور والعرينان والجلاوي - والمقادمي ودكان العم (حمود) ومخبز العم (ناجي) والعم خضر والناجرية وأعلى الجبل الذي يسكنه (القرا) والزارع منازل مطلة على مقبرة السيدة ويتم الصعود له بعدد كبير من (الدرجات) وعلى امتداد الحارة منازل المرداد والمؤمنة والصيرفي وباعيسى والجريد وسعود الصالح والعطاس .. حي جميل لم يبق فيه اليوم إلا عدد قليل جداً من أهله الذين غادروه لأحياء أخرى طلباً للسعة وقد غادرناه مبكراً واعتقد في 1384هـ .. إلى الحي المقابل له ولازالت الصلة ولله الحمد بين ابناء الجعفرية لليوم.

أين أحياء اليوم؟

قبل اكثر من شهر قرأت أن أهالي حي (جياد) في مكة المكرمة اقاموا حفلاً للقاء الجيران بعد أن ازيلت منازلهم لصالح توسعة الحرم واعتبرتها خطوة جميلة .. لكن واقع الحال اليوم في الاحياء واقع مؤلم فالعلاقة سطحية بل تكاد تكون منعدمة ما بين الجيران بل والجيران المجاورين رغم أهمية التقارب والتواصل مع الجيران والتي أكد عليها رسولنا صلى الله عليه وسلم .. تحية لأهل الجعفرية الذين بقوا رغم مرور السنوات أحباء وأصدقاء وجيران, مع تباعد السكن ولكن القلوب قريبة من بعضها البعض.

البلاد 1435/6/18هـ