إلى متى سينتظر المكيون يا أصحاب المعالي؟

ما زلت أتألم وأحزن وأغضب كذلك كلما مررت أمام مواقف حجز السيارات على مداخل المشرفة مكة ورأيت أنها هي مساحات التنزه الأساسية لأهالي مكة والمقيمين فيها، وهي تخلو من المساحات الخضراء ومن وسائل الترفيه ومرافق الخدمات اللائقة بجيران وزوار بيت الله ..إذ ليس لهم فيها إلاّ مساحات الاسفلت والأرصفة الجرداء ..


ويزداد ألمي عندما أعرف وأشاهد وأزور حدائق ومتنزهات في المدن الأخرى، مثل الرياض وجدة وينبع..وأتساءل ما تفسير هذا الواقع؟ هل هو إهمال واستخفاف أمانة العاصمة بأهالي مكة وحقهم في توفر متنزهات راقية يلجؤون إليها للراحة والترفيه، أم هو كذلك لدى وزارة الشؤون البلدية والقروية أم هو كذلك لدى وزارة المالية؟ لا أعرف ولم أجد التفسير لكل هذا الإهمال الممتد منذ عقود..حتى حدائقها القديمة والشهيرة مثل حدائق الزاهر وحديقة المسفلة مهملتان وغير مستفاد منهما وأوضاعهما مزرية.


ما دفعني للكتابة هذه المرة هو نزهتي في جدة خلال الأسبوع الماضي واستمتاعي بالمشي بين حدائق وعلى ممرات كورنيش الحمراء بعد التطوير الأخير، وتجدّد تحسفي وأسفي على أهالي مكة الذين لم يكن نصيبهم سوى مواقف حجز السيارات التي أشرت إليها في بداية مقالي للنزهة، والأرصفة الوسطية للطرق لممارسة المشي وسط تلوث هوائي وسمعي وبصري.


كنت في صفر الماضي في رحلة إلى ينبع الصناعية فوقفت فيها على حدائق خضراء تفوق في مساحاتها مساحة حديقة هايدبارك الشهيرة في لندن.

وقبلها في شهر ذي الحجة الماضي عندما رافقت ابنتي الصغيرة إلى أولومبياد الرياضيات الذي تنظمه مؤسسة موهبة في الرياض وبقيت هناك أسبوعاً كاملاً زرت خلاله حديقة الملك عبدالله التي أقيمت مكان مضمار الخيل بالملز، وحدائق منطقة الملك عبدالعزيز التاريخية، ومن المتنزهات الشهيرة والحديثة هناك متنزه وادي حنيفة.


أما في مكة فلدينا وعد بحديقة أمر بها خادم الحرمين منذ أن كان ولياً للعهد بمساحة تفوق 1.7 مليون متر مربع ولم تُنفذ حتى الآن، ولدينا حديقتان شهيرتان غير مستفاد منهما كما أسلفت (الزاهر والمسفلة) ..وتعاقب أمناء العاصمة أصحاب المعالي م.عمر قاضي، د.فؤاد غزالي، د.خالد نحاس، حالياً د.أسامة البار على مدى أكثر من عقدين من الزمان ولم تنجز حدائق كبرى يمكن ذكرها.
فإلى متى سننتظر يا أيها الكرام ؟

 

صحيفة مكة 1435/5/9هـ