حارة الشامية .. ملتقى الأحبة

.. رغم أنني ابن حارة الشامية التي ولدت ونشأت بها إلا أن كتاب (حارة الشامية) لمؤلفه الأستاذ فوزي محمد عبده ساعاتي قد تضمن من المعلومات ما لم يكن لي به علم.


فقد جاء في مقدمة كتاب (حارة الشامية والحارات المجاورة لها) التي كتبها المؤلف : جمعت هذه الورقات عن أحياء قضيت الأيام من فجرها إلى مغربها متنقلا بين أزقتها من مساجدها وكتاتيبها إلى مآثرها وإلى بيوت ساكنيها على مدى عقود، فكان ذلك بمثابة المعاصرة الشاهدة لبعض الأحداث، وقبلها وبعدها قضيت سنوات في السماع والتدوين ممن عاصر الأحداث أو شهد بعضها أو مما هو مدون في المؤلفات والجرائد.


فاستعنت بالله وسطرت بقلمي عن حي الشامية حيث ولدت فيه في قمة من قمم جبل قعيقعان (هندي)، وفي علو وسفح هذه القمم حارات : القرارة، والفلق، والنقا، والشبيكة، وحارة الباب، وباعتبار أن هذه الأحياء واقعة في الجهة الشمالية للكعبة والمسجد الحرام، فإني أبدأ بالذكر المختصر لما في الجانب الشمالي من الميزاب، وحجر إسماعيل، ودار الندوة، والمقام الحنفي، والحصوات، والمكبرية، ومئذنة باب جبل قعيقعان، والرواق العثماني (الحرم القديم)، ودكة شيخ الحرم، وأبواب الجانب الشمالي، ثم الأسواق التجارية حول المسجد الحرام، والتوسعة السعودية، وجبل قعيقعان.


ويعقب هذا المنشآت والعمائر، ثم موقع حارة الشامية، وحارات مكة المكرمة، وعمد الشامية، ووكيل العمدة، ونقيب الحارة.


وفي الحياة العلمية تحدثت عن : الكتاتيب، والمدارس، وحلقات التحفيظ، والمطابع، والمكتبات، وأخيرا الأربطة. ويعقب هذا الحديث عن خارطة محلة الشامية وفيها : الأسواق، والشوارع، والبرحات، والأزقة، والسقائف، والمراكيز. كما خصصت في الحياة الاجتماعية التحدث عن المهن في حارة الشامية وأربابها، وأيضا عن الأوقاف والهبات والشركات، والجرائد.


وأخيرا، عن أعلام الحي ذوي الأثـر الاجتماعي، ويعقب هذا أسماء أفضال قاطني حارة الشامية مع ترتيبهم على حسب حروف الهجاء التي يبتديء بها كل اسم.


لقد أسدى الأستاذ الدكتور بجامعة أم القرى فوزي محمد عبده ساعاتي فضلا كبيرا إلى أهل مكة بمابذل من جهد في توثيق معالم حارة الشامية بالمعلومات والصور خصوصا بعد أن أصبحت هذه المعالم أثـرا بعد عين عقب توسعة الحرم المكي الكبرى في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز ــ حفظه الله ــ والشكر له على إهدائه الكريم.
آيـة :
(وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا).
وحديث :
«مكة أحب البقاع إلى الله».
شعر نابض :
للشاعر الكبير إبراهيم خفاجى :
هم أهل مكة أهـل اللـه أكرمهم
بجيرة البيت مأوى العز في السكن.

عكاظ 1435/3/26هـ