" وإنك لعلى خلق عظيم "

هو سيدنا محمد بن عبد الله بن عبدالمطلب بن هاشم رسول الله وخاتم النبيين وسيد المرسلين أرسله الله للناس كافة بشيراً ونذيراً وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً. هو صاحب الرسالة العصماء بعثه الله ليخرج البشرية من الظلمات إلى النور ومن براثن الغواية إلى الهداية وهو الهادي إلى الصراط المستقيم لقوله عز وجل: « وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم».


تمر الأيام والشهور والسنون ونحن نفرح بالأيام المرصودة للمناسبات المختلفة فهذا يوم الأرض، ويوم البيئة، ويوم الحب، ويوم الأم، بل امتدت الأيام إلى أسابيع فعندنا أسبوع للشجرة، وأسبوع للدفاع المدني، وتناسينا صاحب الخلق العظيم البشير النذير والسراج المنير، الذي علمنا حسن التعامل مع الآخرين، وأرسى قواعد الآداب العامة، وكيفية التعامل بين أفراد المجتمعات قاطبة على مختلف عقائدهم وأجناسهم وألوانهم.


هذا هو رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عبدُ الله ورسوله، وصفيه وخليله، وخيرته من خلقه، بلّغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وجاهد في الله حق جهاده، وعَبدْ اللهَ حتى أتاه اليقين، فجزاه الله خير ما جزى نبياً عن أمته، وجمعنا به في مستقر رحمته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.


هو النبي المتواضع لربه، جليس الفقراء، العطوف على الضعفاء، الراعي للأرامل والأيتام، القائم بحدود الله، الذي امتد كرمه وعطفه ليشمل جميع الكائنات من النباتات والحيوانات، فكل الكائنات تشهد أن هذا هو رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فتأوي إليه ، وتشكو حالها لديه، فكان عليه أفضل الصلاة والسلام خيرالمنصف لها وخير المعين.


هذا هو رسول الله الذي علمنا كيف نوقر علماءنا ونحترم مشايخنا، ويقدر صغيرنا كبيرنا، ويعطف كبيرنا على صغيرنا، ونحفظ الحقوق لأصحابها، ونقابل الإساءة بالإحسان، والصبر على البلاء، وإفشاء السلام، وإطعام الطعام، وعبادة الواحد الأحد. هذا النبي الذي علمنا طاعة ولاة الأمر، وعدم الخروج عليهم ولا ننزعن يداً من طاعة لقوله عليه أفضل الصلاة والسلام: « خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم وتصلون عليهم ويصلون عليكم. وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم وتلعنونهم ويلعنونكم، قالوا قلنا: يا رسول الله أفلا ننابذهم عند ذلك؟ قال: لا ما أقاموا فيكم الصلاة . لا ما أقاموا فيكم الصلاة. ألا من ولي عليه وآل فرآه يأتي شيئا من معصية الله فليكره ما يأتي من معصية الله، ولا ينزعن يداً من طاعة»


لا يمكن لبشر أن يحصر محاسن، ومناقب، وشمائل سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم -، ولكن الله عزّ وجلّ جمع جميع صفاته، وأفعاله، وأقواله في قوله تعالى: « وإنك لعلى خلق عظيم» نعم هو صاحب الخلق العظيم، وكان خلقه القرآن صلى الله عليه وسلم.


دعوة صادقة لشبابنا وشيوخنا، صغارنا وكبارنا، نسائنا وأولادنا، وأنفسنا وأهلينا بالإكثار من الصلاة والسلام على سيدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في كل وقت وحين، واتباع سنته، والسير على نهجه، فهو كائن وموجود في قلوبنا وجوانحنا في كل ساعة من ليل ونهار، في صلاتنا وصيامنا وقيامنا ليس ليوم واحد فقط ولكن في كل زمان ومكان، نستأنس بذكره وهديه، ونزداد بحبه واللهج بالصلاة والسلام عليه أجراً مضاعفاً، حيث يقول عليه أفضل الصلاة والسلام « من صلى عليّ صلاة واحدة صلى الله عليه بها عشراً» فاللهم اجعلنا وإياكم ممن تفيض قلوبهم بمحبته، ولا تفتر ألسنتهم من ذكره والصلاة والسلام عليه، وأن يجعلنا من الهداة المهتدين المتبعين لسيرة سيد المرسلين وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

المدينة 1435/3/11هـ