نادي مكة الثقافي وتكريم الرواد

سعدت بالمشاركة وحضور الملتقى الخامس من خطابنا الثقافي (الثقافة والإعلام.. توافق، تضاد، تكامل)، والذي نظمه النادي الثقافي بمكة المكرمة في الفترة 5 ــ 7/2/1435هـ الموافق 8 ــ 10/12/2013م، وقد أقيم على هامش الملتقى عدد من الفعاليات الثقافية والتدريبية الشبابية المصاحبة، وإضافة للجلسات الست الموزعة على مدى يومين، أقيمت ندوة كبرى بعنوان: (الثقافة والإعلام: المرحلة والأدوار) شارك بها الأساتذة: عبدالمحسن القحطاني وعلي النجعي ولمياء باعشن وأدارها الدكتور أنمار حامد مطاوع..


وكانت مشاركتي المتواضعة في الجلسة الثانية بعنوان (الدور التنويري للصحافة المبكرة في المنطقة الشرقية)، أما أغلب الأوراق المناقشة، فهي تعنى بثقافة التقنية الحديثة ودورها في تشكيل الوعي المجتمعي وثورة الإعلام الجديد.


ومن المكاسب التي جنيتها من هذا الملتقى تعرفي على وجوه جديدة شابة تدير باقتدار وحنكة أعمال هذا الملتقى، بدءا بالاستقبال في المطار، وانتهاء بالسهر على راحة الضيوف وما بينهما من أعمال إدارية وفنية وتنظيم محكم بجهود رجال مجهولين ومعلومين بقيادة رئيس النادي الأستاذ الدكتور حامد بن صالح الربيعي ومن عرفت من مساعديه الأساتذة عبدالله وعلي الزهراني ومشهور الحارثي وأحمد الذبياني وغيرهم فلهم مني جزيل الشكر.


لقد قضينا أياما جميلة دافئة بجوار بيت الله الحرام استمتعنا بأحاديث ولقاءات مع نخبة من رجال مكة المثقفين، وكنت في شوق لهم أذكر منهم الأفاضل مع حفظ الألقاب: سهيل قاضي وسليمان الزايدي ومحمد مريسي الحارثي وعبدالله عمر خياط وأحمد عسيري وعالي القرشي وأحمد الهلالي.. وغيرهم.


أعود إلى تكريم الرواد، والذي تم في حفل الافتتاح، فقد تم تكريم شيخ الصحافة وأحد أعمدتها الأستاذ عبدالله عمر خياط والدكتورة خيرية بنت إبراهيم السقاف. وقد حضر الأول، وغابت الثانية لسفرها، وقد تحدثت عنها إحداهن واستعرضت سيرتها الذاتية، سواء في مجال عملها الأكاديمي أو في الصحافة كأول مديرة للتحرير في جريدة الرياض. وذكر أن بدايتها مع جريدة الرياض التي صدرت مطلع عام 1385هـ، والحقيقة أنها بدأت قبل ذلك.. فقد وجدت لها مشاركات في جريدة اليمامة التي صدرت في شهر ذي القعدة 1383هـ، وكانت من أوائل من كتب في الصفحة النسائية التي كانت تحررها الراحلة (شمس خزندار) ــ رحمها الله ــ زوجة الأستاذ عابد خزندار.


وكانت الدكتورة خيرية السقاف طالبة في المرحلة المتوسطة.. وتقول إنها تذهب بمقالها للبريد لإرساله للجريدة، فكان شباك البريد مرتفعا مما جعلها تقف على كرسي حتى يراها الموظف خلف الشباك ويعتقد أنها كبيرة فلا يهمل رسالتها..


خطوة جديرة بالتقدير من النادي، فليت الأندية الأخرى تأخذ بها وتكرم من يستحق التكريم من أبناء مناطقهم.


وفي الختام، خرج الملتقى بتوصيات، منها تجنيس الأندية الأدبية بالمراكز الثقافية لشمول الثقافة وتعدد أجناسها.. وليت وزارة الثقافة والإعلام تجرب بإقامة المراكز في المدن التي لا يوجد بها أندية أدبية كتجربة تعمم بعد ذلك عند نجاحها.
وبالله التوفيق.

عكاظ 1435/2/26هـ