«رؤية للحفاظ على آثار النبوّة وشواهد التاريخ في مأرز الإيمان»

** يتحدث أهل الجوار الطاهر، بكثير من الإيجابية والإعجاب بشخصية أمير منطقة المدينة المنورة سمو الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز، وخصوصًا لجهة انفتاحه على المواطنين بمختلف طبقاتهم، وشعورهم بقربه منهم، إضافة إلى إشرافه المباشر على جميع المشروعات الخاصة بالبلدة الطاهرة.


ويخصون كذلك أمين المدينة الدكتور خالد عبدالقادر طاهر بكثير من الإشادة، ولعلّ خروجه بنفسه -عند أزمة شركات النظافة الأخيرة- وحتى إن كان سلوكًا وموقفًا رمزيًّا، عند سعيه مع بعض موظفي الأمانة بالإمساك بمكانس النظافة، إلاّ أنه بهذا السلوك ذكّرني، وأعادني لعقود مضت، عندما كان كبار أهل المدينة يقومون بأنفسهم مع صباح كل يوم ومسائه بتنظيف الحرم النبوي الشريف، أو يبعثون بأبنائهم بدلاً عنهم، وقد أدركت الشيخين إبراهيم شيرة، وأحمد طاهر -رحمهما الله- يشرفان على القيام بهذا العمل الذي ظل جزءًا من تاريخ المدينة المليء بالسلوكيات الرفيعة، والتي يفترض في الأبناء والأحفاد الحفاظ عليها، وفي زيارتي الأخيرة لطيبة الطيبة -لحدث مؤثر على النفس- سائلاً الله أن يجبر الابنة روان حمدان، وزوجها العزيز في مصابهما، وتلك سنة الحياة التي جعل البقاء والخلود فيها له وحده -عز وجل- ومع ذلك فقد حاولت أن أستمع لبعض الإخوة الذين نبّهوني إلى أن ما تبقى من المساجد السبعة الأثرية لا تزال على حالتها من الإهمال، وبعضها -كما سمعت- مقفل كمسجد الفتح الذي وردت فيه آثار صحيحة، حيث استجاب الله فيه دعاء نبيه الخاتم صلى الله عليه وسلم، ونصره على أعدائه.

وإنني أناشد سمو الأمير المهذب والإنسان فيصل بن سلمان بالعمل على إيلاء مهمة الحفاظ على هذه المساجد، التي يعود تاريخها للعصر الإسلامي الأول، لهيئة السياحة والآثار، والتي يبذل رئيسها الجاد والنشط سمو الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز جهودًا حثيثة للحفاظ على آثار بلادنا، التي تحكي سيرة الحضارة العربية والإسلامية، حيث حافظ المسلمون على آثار الأمم الأخرى في البلاد التي فتحوها، وفي وصية سيدنا أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- لقوّاده، وفي الوثيقة العمرية التي أعطى فيها سيدنا عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- الأمان لسكان مدينة القدس، ما يُعدُّ أنموذجًا ومثالاً لحضارتنا التي عكست قيم التسامح والانفتاح، والاعتراف بالآخر، كما يتطلع الكثير بأن تكون الهيئة مسؤولية -أيضًا- عن موقع منطقة شهداء أحد الأثرية.

المدينة 1435/1/9هـ