في وداع فوزي خياط

جاءني مع التباشير الأولى لصباح يوم الأحد آخر أيام العام الهجري 1434هـ، نبأ انتقال الزميل الصديق الأستاذ فوزي عبدالوهاب خياط إلى رحمة الله، فوجمت لحظات، ثم أخذت أحوقل وأرجع، متذكرا نحو أربعين عاما من الصداقة والزمالة بل والأخوة والألفة، ولاسيما خلال عملنا معا في جريدة الندوة لمدة تزيد على أربعة عشر عاما، حيث استمر هو في الجريدة وانتهت علاقتي بها ولكن روابط الصداقة والأخوة استمرت بل وتوثقت على مدى ثلاثين عاما بعد تركي للندوة أو تركها لي!، فكنا نتزاور أو نلتقي يوميا في صالون الأخ خالد الحسيني في شهر رمضان من كل عام، أو نتواصل عبر الهاتف ويدور بيني وبينه حوار حول بيت شعر قرأه فأعجبه أو جملة نثرية راقت له، وقد يسألني عن القائل فأجيبه إن كنت أعرف الجواب، ولما جاء عم «قوقل» صرت أقول له: عندك عم «قوقل» يا أبا نواف فعنده الجواب الشافي!

وقد تدرج الخياط رحمه الله في مدارج الصحافة وعشقها منذ نعومة أظفاره حتى أنه كتب ناشئا في جريدة الرائد لصاحبها الأستاذ عبد الفتاح أبو مدين وفي جريدة قريش لصاحبها الأستاذ أحمد السباعي رحمه الله وفي جريدة الرياضة لصاحبها الأستاذ محمد مليباري رحمه الله والأستاذ فؤاد عنقاوي، ثم عمل بعد ذلك في جريدة الندوة مساعدا لرئيس القسم الرياضي بها الأستاذ عدنان باديب رحمه الله إلى أن تولى رئاسة القسم، ليصبح فيما بعد مديرا للتحرير ثم نائبا لرئيس التحرير ثم رئيسا مكلفا للتحرير حتى تقاعده.وكان الخياط صاحب قلم رشيق وعبارة حالمة اشتهر بها وهو متذوق جيد للشعر حافظ لعرائس أبياته عاشق لجماليات الحرف، وقد جمع بعض كتاباته في عدة مؤلفات لطيفة، أما مجال شهرته وإبداعه فهو الكتابة الرياضية التي يعتبر أحد فرسانها الكبار حيث استمر يكتب فيها حتى آخر قطرة من عمره وكان له بعد تقاعده عن العمل الصحفي مقال رياضي في عكاظ ومقال اجتماعي في البلاد ومقال وجداني في اقرأ، وإنني إذ أنعيه حزينا على فراقه أسأل الله له المغفرة والرضوان وأن يلهم آله وذويه الصبر والسلوان «إنا لله وإنا له راجعون».

عكاظ 1435/1/1هـ