تصريح الحج
الحزم يحتاج شجاعة وجرأة وثقة بالنفس، ومَن يعمل بحزمٍ يكسب احترام الناس وثقتهم، والفشل ليس خيارًا عند الحازمين، ولتطبيق قرار "لا حج بدون تصريح"، كان لا بد من أمرين، أولاً تطبيقه على الجميع -بدون استثناء- وثانيًا التمسك بالقرار مهما كانت التبعات والمعوّقات والمثبّطات.. وهذا ما حدث خلال هذا الموسم.
أعلنت مصلحة الإحصاءات العامة والمعلومات نتائج إحصاءات الحج لهذا العام 1434هـ، حيث بلغ إجمالي عدد الحجاج (1.980.249) حاجًّا، منهم (1.379.531) حاجًّا من خارج المملكة، والبقية وعددهم (600.718) حاجًّا من داخل المملكة، الغالبية العظمى منهم من المقيمين غير السعوديين، ولو عدنا إلى إحصائيات العام الماضي، فقد سجل عدد الحجاج انخفاضًا بنسبة (37.4%)، وهي نسبة كبيرة جدًّا، أقرب للنصف، ممّا يعني أن كل الخدمات، هذا العام، كانت تسير بيسر وسهولة وانسيابية، لأن العدد مناسب لحجم استيعاب الخدمات، لذلك شعار (لا حج بدون تصريح)، جاء لصالح الحجاج، وليس ضدهم، كما كان يعتقد البعض، فالحج له قدرة استيعابية من الحكمة الالتزام بها.
ممّا سبق يتّضح أننا قد استفدنا من إحصائيات الحج التصاعدية المذهلة، حيث بلغ عدد الحجاج العام الماضي (3.161.573) حاجًّا، وجاء تحذير من مصلحة الإحصاءات العامة، في حينها، أنه تم رصد تزايدًا في أعداد حجاج الداخل، تتضاعف نسبتهم 83.5%، في آخر ثلاثة أيام، قبل الوقفة، ممّا يدل على أنه كان هناك تسرّب لافت.
في السنوات السبع الأخيرة، استمر إجمالي عدد الحجاج في تزايد عامًا عن عام، بلغ في عام 1432هـ، ما حجمه (2,927,717) حاجًّا، بزيادة نسبتها 5% عن عدد الحجاج في العام الذي قبله، ولكن هذا العام بتطبيق (لا حج بدون تصريح) بكل حزم، عادت أعداد الحجاج كما كانت قبل سبع سنوات.
بقية للحوار:
كلمة للأمير خالد الفيصل: مشروع (لا حج بدون تصريح)، استنفد منكم الجهد الكبير، وخشي الناس من آثاره السلبية، لكن حزمكم في التطبيق، حيث كنتم أول من طبّقه على نفسه، ولأنّه لم يُستثن أحدٌ منه، جاءت نتائجه -بفضل الله- على قدر نيّتكم الطيبة، فجزاكم الله خيرًا.
المدينة 1434/12/13هـ