أين مرشدات الحرم من حُسن التعامل؟!
الواقعة التي يتحدّث عنها المقال مضى عليها عدة أسابيع، ولكنني أرى أن موسم الحج يقتضي الكتابة عنها، فهو موسم يكثر فيه ضيوف الرحمن الذين أمرنا المولى عزَّ وجلَّ بحُسن وفادتهم وإكرامهم، وهذا الأمر الإلهي استجابت له حكومة خادم الحرمين الشريفين بكلِّ محبَّةٍ وصدقٍ، وأكَّدت على كل العاملين والمواطنين بالترحاب بضيوف الرحمن، وحُسن معاملتهم، ومن هذا المنطلق رأيتُ أنّه من واجبي أن أبلغ المسؤولين عن بعض الأفراد الذين لا يملكون القدرة على ضبط أعصابهم، فمن الحكمة لا يحسن وضعهم في المواقع التي تكون فيها مواجهة للجمهور، خاصة إذا كان جمهورًا له مكانة رفيعة عند المولى عز وجل.
والجهة المخوّلة بالموقع الذي حصلت فيه الواقعة هي رئاسة الحرمين الشريفين، وتتمثل الواقعة في دخول مجموعة من النساء إلى الحرم المكي من جهة باب الملك عبدالعزيز في يوم الجمعة 7/11/1434هـ عند صلاة المغرب، وقد أذَّن المؤذِّن وأوشك على إقامة الصلاة، فأردن الصلاة في المدخل على الجهة اليمنى للداخل، وكانت خالية من المصلين والمصليات، لأن المرشدة كانت تمنعهن من الصلاة في ذلك الموقع بحجة أنها الأوامر، وطلبت منهن النزول إلى الساحة فتوجّهن للنزول، لكن منعهنّ المسؤول بحجة الزحام، وطلب منهن الذهاب للجهة اليمنى بجوار الدرج المؤدّي للدور الثاني، وبهذا وجهت المرشدة الأخرى، لكن المرشدة الأولى أخذت تصرخ في المصلّيات وتأمرهنّ بالصعود إلى الدور الثاني، وفي هذه الأثناء كانت الصلاة قد أقيمت، وهنّ في حيرة من أمرهنّ، فكلُّ مرشدٍ ومرشدةٍ له كلمة تناقض الآخر، وخذ في الاعتبار أنَّ من أولئك المصليات مَن هي كبيرة في السن، ومنهنّ المريضة، ولا يستطعن الصعود، إضافة إلى خوفهنّ من فوات الوقت، علاوة على أن الجهة اليسرى قد وقف بها صفوف من الرجال، ولم يمنعهم أحد، فلمّا لم يصغين لها، وبدأن بالتكبير خوفًا من فوات الصلاة، أخذت في التَّعدِّي عليهنّ بالدعاء، وبعد انتهاء الصلاة صُعقت النساء من هذا الموقف، ومن سوء الأخلاق، وأكثر ما أثار حميّتهنّ كيف يقع مثل هذا الشتم في بيت الله، ولضيوف الرحمن، وذهبن للشكوى عند باب 94، ولكن المسؤولة عن مرشدات الساحة لم تحضر، فطلبن منها تبليغها بالأمر، ووعدت خيرًا، ولا أعلم هل ستبلغها فعلاً، أو أنها أرادت تصريفنا؟!
لقد كنتُ شاهدةً على الموقف، وأسألُ رئاسةَ الحرم، وأرجو أن تجيبَ بكلِّ شفافية، ما عسى أن يفعل مثل هؤلاء النسوة في مثل هذا الموقف؟! هل يستجبن لأمر هذه المسؤولة، ويقفن في مكانهنّ من غير صلاة، والمكان أمامهنّ بارح، وهن لا يستطعن لا الصعود إلى الأعلى، ولا النزول إلى الأسفل؟ ماذا يفعلن في ظل تضارب وتخبط أوامر المرشدين؟ ثم هل يحق لهذه المسؤولة أن تدعو على ضيوف الرحمن بمثل تلك الدعوات؛ حتى وإن كن مخطئات وخالفن أمرها؟ هل خضعت هذه الموظفة لمقابلة وظيفية تختبر كياستها، وفطنتها، وقدرتها على ضبط الأعصاب؟ هل خضعت لدورة تدريبية في فن التعامل الإسلامي مع مختلف الشرائح؟!
المدينة 1434/11/28هـ