جبل الشراشف

الشفافية تحتاج شجاعة وجرأة وثقة بالنفس، فنحن في نهاية المطاف بشر، نخطئ ونصيب، ولكل مجتهد نصيب، ومن يتحدث بشفافية يكسب احترام الناس وثقتهم، والفشل طريق النجاح، والإنسان يتعلم من تجاربه ويكتسب خبرة جديدة، وأول درجات الشفافية، إعلان النتائج بوضوح مهما كانت.


لذلك أكبرت سمو أمير المنطقة، وهي يتحدث بالأمس للصحفيين، حول مشروع تطوير منطقة جبل الشراشف بمكة المكرمة، قائلا: أعترف لكم بأن تجربة جدة فاشلة، وأعترف كذلك بأن مشاريع جدة قبل مشروع الأحياء العشوائية، لم تكن في بدايتها مختصة بالأحياء العشوائية وكانت موجودة من قبل وصولي للإمارة، لذلك دخولها في الأحياء العشوائية يسبب تضاربا بين أهدافها التي أنشئت من أجلها، وبدأت فيها دراسات مشاريع جدة الجديدة والتي تسير بشكل جيد كمشروع بترومين وغليل، ولا يشارك فيها القطاع الخاص، وهنا شركة سوف تنشأ محسوب لها على أنها ستكسب بالدراسة، فمن رغب (الله يحييه) أما المتردد أو المشكك فلا نريده لأنه يحبط غيره فلينسحب من البداية.


من الواضح أن الأمارة استفادت من تجربتيّ (خزامى، والرويس)، وأرادت أن يكون مشروع جبل الشراشف أكثر نجاحاً، بأن يدخل المستثمرون فيه بقناعتهم الشخصية، وليس مجاملة، وليس تسرعاً، ولكن وفق دراسات الجدوى الاقتصادية التي توضح الربحية لمثل هذه المشاريع.


في السنوات السبعة الأخيرة، ظهرت كثير من مشاريع التطوير العمراني، بعضها نجح واستمر والبعض أخفق، وفي نظري ليس السبب هو حماس المستثمرين، ورؤيتهم الشخصية، بل يدخل في ذلك نموذج التطوير، فالنموذج الوحيد الذي يتبعه المطورون هو نموذج مشروع مكة للتعمير قبل عشرين عاماً، وهذا النموذج، انتهت صلاحيته، ولم يعد يصلح لوقتنا الحاضر، فقد زاد الوعي الاقتصادي عند المستثمرين، وزادت معرفتهم بالدراسات الاقتصادية، ولا يمكن أن يقتنعوا بتسليم ممتلكاتهم العقارية، لشركات مساهمة، للمؤسسين حصص الأسد وهم لهم الفتات، علينا البحث عن صيغ حديثة، عادلة، ومقنعة، لدخول أصحاب العقارات الصغيرة في الكيانات الكبيرة.

المدينة 1434/11/11هـ