الحرمان الشريفان.. واستراتيجية المستقبل

اعتبارًا من هذا العام ولمدة 1080 يومًا ستجرى توسعة صحن المطاف، وتوسعة الحرم المكي الشريف من ناحيتي المسفلة وأجياد، وزيادة أدواره إلى 6 أدوار، وتشغيل مبنى التكييف المركزي لمشروع وقف الملك عبدالعزيز، وإنشاء 63 برجًا فندقيًا في أطراف ساحات الحرم، وذلك بهدف مواكبة الزيادة في أعداد الحجاج والمعتمرين التي تتراوح كل عام ما بين 10 و20 %.


وسيستوعب صحن المطاف عند اكتماله 150 ألف طائف في الساعة مما يعني تضاعف طاقته لثلاثة أضعاف بحيث يصل عدد المصلين الى نحو المليوني مصلٍ على أن تبلغ التكلفة الإجمالية 40 مليار ريال أي ما يعادل 10.7 مليار دولار أميركي.


ووفق الدراسات التي أعدت فإن الدولة السعودية مضطرة إلى تخفيض أعداد الحجيج لمدة 3 سنوات متتالية بنسبة 50 % لحجاج الداخل و20 % لحجاج الخارج.


وتجري في الوقت نفسه توسعة المسجد النبوي الشريف لتصل طاقته الاستيعابية إلى 1.8 مليون مصل.


هذا المشروع فور اكتماله سيعتبر من ضمن أهم الإنجازات التي تحققت في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين، وسيُشكِّل علامة فارقة في التاريخ الإسلامي الحديث، لأن فائدته لا تعود على المملكة العربية السعودية وحدها بل على سائر المسلمين من جميع أصقاع الأرض، الذين يعتبرون بشبابهم وشيبهم أن أداء فريضة الحج واجب ديني لكل من استطاع إليه سبيلًا.


كما أن تحقيق هذا المشروع يعكس ما لدى قيادة المملكة من سعة تبصر وبصيرة لأنهم يُدركون مدى الحاجة إلى توسعة الحرم المكي، ليتوافق مع تزايد أعداد المسلمين في العالم، مما يعني تزايدًا تلقائيًا في أعداد المعتمرين والحجاج.


وإذا كان الله سبحانه وتعالى قد حبا بلادنا بأن جعل بيته الشريف على ترابها، وأنبت من نسل الجزيرة العربية حبيبه ورسوله محمد، صلى الله عليه وسلم، فإن قيادة المملكة العربية السعودية هي خير مؤتمن على هذه الفضيلة، وخير من سعى إلى إعلاء شأنها. فصرفوا من أجل ذلك كل غالٍ ونفيسٍ.. هذه الحقيقة ساطعة كنور الشمس، والتي لا يمكن لأغصان الغابة أن تخفيها.


من جهته طالب الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة المسلمين بضرورة تفهم المرحلة الحالية من البناء والعمران في المشاعر المقدسة والمسجد الحرام قائلًا: "نحن بحاجة لتفهم هذا القرار في الوقت الذي تشهد فيه العاصمة المقدسة مشروعات التطوير إضافة للتوسعة التي يشهدها المسجد الحرام".


إن هذا الاهتمام البالغ من لدن قيادتنا الرشيدة بتوسعة الحرمين الشريفين يدل على حرصها الشديد على خدمة الإسلام والمسلمين، وراحة المعتمرين والحجاج والزائرين.

المدينة 1434/11/9هـ