د. حمدان ومحمد سرور صبان
كتب الأديب الإنسان المهذب الدكتور عاصم حمدان مقالًا يستحق أن يُقرأ بجريدة «المدينة» ملحق الأربعاء الأسبوعي 14/10/1434هـ عن الشيخ محمد سرور صبان يحمل عنوان: (محمد سرور صبان صناعة الكلمة ونصاعة السلوك ومرور 90 عامًا على بدايات التأليف في الأدب السعودي المعاصر)، وذكر الدكتور عاصم في بداية كلماته أنه في كل مرة ألتقي فيها الإنسان المهذب الدكتور محمد سالم سرور الصبان وخصوصًا في مجلس الصديق المشترك الإنسان النبيل محمد عمر العامودي أحاول أن أستعيد في الذهن صورة ذلك الرجل الكبير بسلوكه وأخلاقه ومآثره، أعني المرحوم الشيخ محمد سرور صبان، الذي روى الناس عنه أكثر مما كتبوا، رووا عنه أديبًا يقوم بإخراج أول بيان للأدباء في بلادنا، أعني كتاب: (أدب الحجاز) 1344هـ، أي قبل نحو تسعين عامًا انتهى.
نعم أبا أحمد، الرواد لهم بصمات وأيادٍ بيضاء وحتى نعرف صنائعهم ونخلد آثارهم وإبداعاتهم وما أسهموا به من فكر وما قدموا من عصارة جهدهم وعلمهم، لا بد أن نروي هذه الصنائع والإبداعات للأجيال الجديدة بمحاضرات توعوية وتثقيفية تحكي مشوار حياتهم.. والشيخ محمد سرور الصبان من تلك النماذج التي تستحق أن يكون لها أثر، خاصة ما تم حصده من ثمار لكثير مما أبدعه هذا الأديب من نتاج فكري وثقافي.
وإنني من خلال هذه الكلمات أتوجه لمعالي مدير جامعة أم القرى الدكتور بكري عساس بأن تكون هناك لفتة لطرح اسم هذا الأديب الشيخ محمد سرور الصبان على إحدى المراكز أو الجهات العلمية بالجامعة، تقديرًا وعرفانًا ووفاءً لهذا الأديب، كابن من أبناء مكة، فمثل هذا الوفاء يعتبر محطة لها مذاق ونمط خاص، كما أوجه رسالتي لمعالي أمين العاصمة المقدسة الدكتور الخلوق أسامة البار بأن يتم إطلاق اسم هذا الرائد على حي من أحياء البلدة الطاهرة مكة المكرمة مدينة الحب وأنشودة العمر، وأعتقد أن هذا عملًا نبيلًا لذلك الجيل، وجميعنا يعرف ما قدمه ذلك الجيل.
ومازلت أذكر تلك اللجنة التي أقدمت عليها جامعة أم القرى كمبادرة إنسانية رائعة إبان إدارة معالي الدكتور ناصر الصالح وتتمثل في برنامج تكريم الرواد، وشملت اللجنة تكريم كثير من الأسماء ومنهم العلماء والمفكرون ورموز التربية والتعليم، الذين بذلوا علمهم وفكرهم لخدمة دينهم ووطنهم.
وأذكر أن اللجنة قد كرمت العديد من الأسماء ومنهم العلامة الشيخ عبدالله بن حميد والد الدكتور المهذب صالح بن حميد وأيضًا الأديب الرائد المكي الأستاذ محمد سعيد عبدالمقصود خوجة والشيخ عبدالله الخليفي إمام وخطيب المسجد الحرام -رحمه الله- صاحب الصوت الشجي الذي أبكى الملايين وهو يقرأ القرآن في الحرم المكي الشريف، وإنني أجزم أن هذه اللجنة بما فيها من خيرة الأسماء كان لها دور كبير من خلال برنامجها وعملها بتكريم الرواد والمفكرين وذلك بتعريف الجيل الجديد بتلك النماذج التي أسهمت بكل صدق وإخلاص في كثير من المجالات، وقد توقف التكريم عند محمد عبدالرزاق حمزة والأستاذ عبدالله عريف والشيخ حسن مشاط، والأمل أن يعود مثل هذا التكريم لتلك النماذج الثقافية المشرفة ولاسيما أننا في عهد الحب والوفاء والخير حيث يحظى المبدعون والمفكرون ببالغ الرعاية والاهتمام.
يقول الأديب عاصم حمدان لم يكن الصبان أسطورة بل كان حقيقة، عاشت زمنها بكل شمم وإباء، وتعالت على الصغائر، ولعلي أقر هنا أن هذا المقال من وحي ما كتبه الزميل الأديب والباحث فاروق باسلامة عن الصبان في مقالته بثقافة اليوم في صحيفة الرياض 10/10/1434هـ والتي حملت عنوان: (رائد نسيناه). وأتساءل هنا صادقًا: هل نسينا الرائد الصبان أم تناسيناه؟!
أخيرًا: متى تعود هذه اللجنة تقديرًا وعرفانًا للرواد..؟!
المدينة 1434/10/25هـ