مكة المكرمة منبع الرسالات.. ترقى إحساسًا

وقف صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة ميدانيًّا على المشروعات القائمة في العاصمة المقدسة، واطلع على سير العمل الجاري، ونسبة الإنجاز في 16 مشروعًا، وتشمل مواقع لمشروعات تنبثق جميعها من منظومة التطوير الكبرى لمشروع الملك عبدالله لإعمار مكة، كما اطلع على نسبة الإنجاز في المشروعات، وناقش خطوات التطوير التي تشرف عليها وتنفذها هيئة تطوير مكة المكرمة والعاصمة المقدسة. وتفقد مشروع مسجد الملك عبدالله، كما اطلع على ما وصلت إليه مراحل التخطيط والتصميم، ورصد في العاصمة المقدسة وتيرة العمل في ساحات الحرم المكي الشمالية وشعب عامر.


ووقف على العمل الجاري ميدانيًّا، ثم تفقد طريق الملك عبدالعزيز "الطريق الموازي" وتقاطع الدائري الأول مع مشروع جبل عمر، وتضمنت الزيارة معرض شركة البوابة المملوكة لأمانة العاصمة المقدسة والمتخصصة في تنفيذ مشروعات تنموية تتسق مع إستراتيجية المنطقة الرامية لتحفيز وتسريع التنمية، كما شهد المنجزات التي حققتها شركة واحة مكة التي تعنى بالإسكان، التي أنهت في الآونة الأخيرة عددًا من المباني السكنية ضمن برامجها للإسكان الميسر، نعم يا سمو الأمير، منذ البداية وأنت تتطلع إلى هذا الإنجاز وتنفيذ هذه المشروعات لهذه البلدة الطاهرة، فلا زلتُ أتذكر تلك الليلة التي جمعتكم بجمع مبارك، من أهالي منطقة مكة المكرمة، هذه المدينة التي تشهد إستراتيجية وخطة عمل حتى ترقى إحساسًا بمكانتها وقدسيتها، والمعادلة التي فرحنا بها تلك الكلمات التي تحدثت بها يا سمو الأمير عندما قلت: منذ اليوم الأول الذي عيّنت فيه وتشرفت بتعييني أميرًا لمنطقة مكة المكرمة، وأنا أُفكِّر من أين نبدأ العمل على وضع إستراتيجية وخطة عمل للنمو بهذه المنطقة، وبعد تفكير طويل وجدت أن نقطة الانطلاق يجب أن تكون هي الكعبة المشرفة، فلولا الكعبة ما كانت مكة ولولا مكة ما كانت هذه المدن جدة - والطائف - فوجود الكعبة والحرم في هذه البقعة المباركة هو الأساس لكل تنمية، ما أروع كلماتك يا سمو الأمير، فأنت الذي شخصت كثيرًا من الأمور حتى نلتزم بالواجبات والمسؤوليات ونصل بالخدمات إلى مستوى الرقي ونبتعد عن ما يُعكِّر تنمية الإنسان، إن حديثك يا سمو الأمير عن العديد من النقاط له وقع جميل، فعندما قلت وأكدت على أهمية الوقت واستثماره، ونحن من أكثر شعوب الأرض تفريطًا في الوقت قلت: نحن لا نزال في العالم الثالث، وهكذا يُكتب عنَّا، ولكن مللنا البقاء فيه فلابد أن نأخذ نصيبنا في العالم الأول، ونحن لا نريد أن نبقى على هامش المسيرة التنموية.. ولدينا كل المقومات الأساسية - وأولها الجانب الديني، فالدين الإسلامي هو الركيزة التي بها أعمدة هذه الدولة، وهو يعتبر الأساس جنبًا إلى جنب مع الثوابت - ونحن نتمسك بثوابتنا وبقواعدنا الشرعية - ونحن أصحاب حضارة وقيم حتى نكون في المكانة اللائقة.


* رسالة:
هناك بشر يتّخذون من النجاح والإبداع والتفوق عدواً لهم، ويُحاربون ذلك بكل الوسائل التي يعرفونها والتي لا يستخدمها غيرهم، لأنهم يدركون أن النجاح له مردود، مع أن الإبداع والنجاح يكون لهم منه نصيب، ولكن نفوسهم المريضة تتصدَّى للمخلصين الذين حققوا ما لم يحققه غيرهم.


فهذه الفئة من البشر لا يعرفون أن الضمير الإنساني هو مرآة يجب أن تنعكس عليه شخصياتهم وأن الضمير هو الحكم الأول والأخير بينهم وبين أعمالهم، فتراهم يتضجرون ويتذمرون للنجاح، فهم يحتاجون إلى إعادة تأهيل بكل الأشكال حتى يسترجعوا إنسانيتهم ويصحو خور ضمائرهم، من زرع الأشواك وعرقلة من كُتب لهم النجاح، الذين كانت إرادتهم وتصميمهم وتحديهم لكل الظروف عاملاً أساسيًّا لنجاحهم، لأن رسالتهم رسالة خير وتفانٍ وصدق، وإخلاص وضمير يقظ حي، وإحساس بعمق الهدف ونبل الغاية.