سكان مكة المكرمة.. وإمكانية تعدد الأدوار

اتسعت مكة المكرمة - زادها الله رفعة وتشريفًا - عمرانيًا وتباعدت أطرافها، وأصبحت تغطي منطقة واسعة خارج حدود الحرم، خاصة بعد مشروعات التوسعة للمسجد الحرام وإضافة مساحات كبيرة جدًا لخدمة المسجد الشريف. وهذه رسالة وصلتني من أحد سكان مكة المكرمة يشرح فيها معاناته مع أمانة العاصمة ووزارة الشؤون البلدية والقروية، ويطالب بإيجاد حل بالسماح له بتعدد الأدوار في سكنه الخاص حتى يتسنَّى له بناء دورين إضافيين لجمع شمل أولاده المبعثرين، والذين أعياهم البحث عن سكن مريح ذي إيجار مناسب يتماشى مع مرتباتهم ومستويات معيشتهم.


وهذا مضمون الرسالة التي وصلتني من صاحب المعاناة:
«نحن سكان مخططات مكة المكرمة نعيش معاناة طويلة ومستمرة مع أمانة العاصمة المقدسة ووزارة الشؤون البلدية والقروية، وذلك بسبب عدم السماح لنا بزيادة عدد الأدوار، ففي معظم المخططات البناء مسموح لدورين وملحق لا غير، وقد طالبنا وتقدمنا بالكثير من الشكاوى والمطالبات بالسماح لنا بزيادة عدد الأدوار حتى يستطيع المالك (عائل الأبناء الكثيرين) من سكنى أبنائه معه، والكل يعلم أن هؤلاء الشباب ليس بمقدورهم أن يشتروا أرضًا أو يبنوا سكنًا نظرًا للغلاء الفاحش الذي اجتاح أم القرى بأسرها بعد مشروعات التوسعة، فمشروعات الهدد مستمرة ولم تقتصر على المنطقة المركزية فقط، ولكنها تجاوزت أحياء عديدة في مكة، وقد غيّرت الكثير من ملامح مكة الجغرافية، والتي أزيلت بسببها أحياء بكاملها، والناس تبحث عن سكن في كل مكان، والأمانة تصر على عدم زيادة عدد الأدوار، والوزارة لا تفرج عن نظام الارتفاعات الجديد، وعند مراجعتنا لأمين العاصمة يفيدنا «أن الموضوع ما زال في الوزارة»، ونحن على هذا الحال منذ ثماني سنوات، فلماذا هذا التأخير؟ وما هي أسبابه؟.


نحن نريد أن يسكن أولادنا معنا، ونحن من محدودي الدخل، ولا نطالب بالكثير من الأدوار.. فقط إضافة دورين على دورين سابقة، علمًا بأن هناك مخططات مجاورة لنا؛ البناء فيها مسموح بأربعة أدوار، ولا يفصل بيننا وبينها سوى شارع عرضه 60 مترا».


ونحن نضم صوتنا لصوت أبناء مكة المكرمة، ونتوجه لصاحب السمو الملكي الأمير منصور بن متعب وزير الشؤون البلدية والقروية بالتوجيه لأمين العاصمة المقدسة ابن مكة البار د. أسامة البار في أن يجد حلًا لهؤلاء المواطنين، والسماح لهم بزيادة دورين إضافيين للأدوار السابقة، بحيث تصبح أربعة أدوار، وأعتقد أنه لا ضير في ذلك، إذا لم تكن هناك أسباب جوهرية أو موانع قوية تمنع أو تعيق حركة البناء أو تسبب إشكالات في هذه المخططات.


ورغبة في مساعدة هؤلاء المواطنين المحتاجين للتوسع في السكن وضم أبنائهم إليهم، نأمل من الوزارة وأمانة العاصمة المقدسة النظر في حال هؤلاء، وتسهيل أمورهم حسب توجيهات خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- المتفاني في خدمة الحرمين الشريفين وعلو شأنها، وتقديم كل ما يريح سكّانها، وتذليل الصعاب لهم، ورفع المشقة عنهم لاسيما وأنهم مُسخَّرون في خدمة حجاج بيت الله الحرام، والمتفانون في خدمة ضيوف الرحمن من الحجاج، والعمّار، والزوار.


وفق الله جميع العاملين المخلصين في خدمة عباد الله وتسهيل أمورهم.

المدينة 1434/7/9هـ