لقد فشلتمونا مع الوزير

سرني حضور حفل الاستقبال الذي نظمه نادي الوحدة لأمير الشباب نواف بن فيصل بن فهد ترحيبا بزيارة سموه للنادي مساء الجمعة الماضية 30/6/1434هـ، وسرني أكثر ما أعرب عنه سموه من محبة واعتزاز بمكة المكرمة وأهلها وناديها العريق «الوحدة»، وأنه حب ممتد من جده الملك فهد ــ رحمه الله ــ ومن أبيه الأمير فيصل بن فهد ــ رحمه الله ــ اللذين طالما أوصيا بالوحدة خيرا؛ لأنه نادي مكة المكرمة أفضل بقاع الأرض على الإطلاق، كما أعجبتني الكلمات الرائعة التي ألقاها الإعلامي الكبير والرياضي الرمز الأستاذ علي داود لما تضمنته من معانٍ راقية وأدب جميل وحسن إلقاء وفصاحة ورباطة جأش، وهي أمور لا تستغرب من قامة إعلامية في حجم علي داود، كما استبشرت خيرا عندما عرض أمين العاصمة المقدسة الدكتور أسامة البار عضو اللجنة العليا للإشراف على النادي مشاريع استثمارية تنفذ قريبا لصالح الوحدة بمبلغ إجمالي يزيد على مائة مليون ريال، وما أشار إليه رئيس الوحدة من تنفيذ مشروع استثماري لتوفير معسكرات لفرق النادي، ومحلات تجارية بقيمة عشرة ملايين ريال بجهود شخصية من عضو مجلس شرف الوحدة الأستاذ إبراهيم عساس.

كل ما سبق ذكره أثلج صدري، ولكن ما حدث بعد ذلك من مجموعة من الغوغاء غير لائق بسمعة مشجعي الوحدة بصفة خاصة، وأبناء أم القرى بصفة عامة، وقد حاول الأمير المؤدب الخلوق امتصاص حماسهم بشجاعة بليغة تدل على تمكن وفصاحة لسان وقوة بيان، فأكد لهم أن مطالب جمهور الوحدة سوف يستجاب لها، ولكن ذلك لا يكون «بالصوت العالي»، معبرا عن دعمه للنادي حتى يحقق ما يصبو إليه محبوه الحقيقيون من نتائج مشرفة في جميع المجالات الرياضية، ولكن يبدو أن بعض أولئك الغوغاء لم يفهموا بيان الأمير فاستمروا في الصياح، حتى هتف بعض الحضور ــ وأنا منهم: لقد فشلتمونا مع الأمير! فقد كان ما حصل أمرا مؤسفا جدا لا يمكن تبريره بحب من قام به للوحدة أو غيرته على النادي، بل إنه قد يفسر تفسيرا سلبيا، ويقدم صورة غير جيدة عن جمهور الوحدة إن كان من رأيناهم فعلا من جمهور الوحدة!؟وأخيرا، فلو كنت محل اللجنة العليا للإشراف ومحل مجلس الإدارة لأنهيت عملي وسلمت النادي لمكتب رعاية الشباب، وعسى أن يهنأ سعيد بسعيدة!

عكاظ 1434/7/2هـ