أنا غلطـان ومتأسّـف
عندما كانت وزارة المياه والكهرباء تبني محطة الشعيبة رقم (3) وتصبر سكان مكة المكرمة وجدة والطائف وما حولها بقرب نهاية أزمة المياه فيها وأن عليهم الصبر قليلا على معاناتهم لأنهم سوف يعيشون رغد وفرة المياه بعد تشغيل المحطة بطاقتها القصوى لمدة عشر سنوات على الأقل، وأنه سيتم خلال تلك السنوات العشر تبني طرح مشاريع جديدة للتحلية، بما يجعل أزمة المياه في المنطقة جزءا من الماضي وحكاية تروى للأجيال القادمة. أقول عندما أعلنت الوزارة عن قرب الفرج ! صدقتها بلا تردد وأخذت أنافح وأدافع عنها وأؤكد للقراء وللأصدقاء أنه لا أزمة مياه بعد اليوم الذي تعمل فيه محطة الشعيبة رقم (3) بطاقتها القصوى حتى تحولت إلى محامٍ «بالمجان» للوزارة. وأذكر أن الزميل الكاتب محمد الفايدي اتصل بي بعد قراءته لأحد مقالاتي الذي أكدت فيه على جدية وعود الوزارة ، وقال لي ساخرا: «هل صدقتهم يا أخانا ؟!» ، فأخذت أشرح له بحماس منقطع النظير ما جمعته من معلومات وتصريحات ووعود حول المحطة الجديدة وطاقتها وما دفع من مليارات إلى آخره.. فلم يملك الفايدي سوى التسليم بما قلته وربما هتف بينه وبين نفسه قائلا: الموية تكذب الغطاس!.
أما ما حصل بعد بدء المحطة في إنتاجها التدريجي ثم الأقصى فهو أن المسؤولين في فرع الوزارة ثم في الشركة لم يزالوا يقدمون العذر تلو الآخر كلما حدث نقص في إمدادات المياه في الشبكة وتزاحم في مواقع الأشياب، فمرة يقولون إن عطلا حصل في الخط الرئيسي، ومرة يكون السبب تسربا في الخزان الاستراتيجي إثر وجود شروخ عميقة في مبانيه، ومرة ثالثة يكون العذر بالقول إن المحطة نفسها قد أصابها عطل أو خلل طارئ، ومرة رابعة تربط أزمة المياه بحملات الجوازات على مخالفي نظام الإقامة وأن بعض سائقي ناقلات المياه توقفوا عن العمل لأنهم يقودون سيارات غير مملوكة لكفلائهم فأصبح الحصول على ناقلة ماء يتم بصعوبة بالغة .. إلى غير ذلك من الأعذار الجاهزة والمعلبة والمنتهية الصلاحية. ولهذا فإني أعتذر بشدة عن دفاعي المستميت عن الوزارة وأقول بملء فمي: « أنا غلطان ومتأسف».
عكاظ 1434/6/10هـ