جائـزة مكة للتميز .. وجائـزة الملك فيصل العالمية

سبحان الله فقد كان الأسبوع الماضي وبداية هذا الأسبوع مسرحا تسابقت فيه همم وقدرات النابغين المتفوقين عالميا ومحليا وشكلت منعطفات كبيرة في تاريخ هذا القرن وثقافته تخطت إطار بلدانها.. فقد كان المنبع واحدا وأما المصب فقد كان يجري شلالات في بلد الله الحرام أم القرى ومن حولها.

جائـزة مكة للإبـداع :وهنا اكتسبت هذه الأفضلية وأن أقدمها لأنها تكتسب مكانتها من قدسية هذا المكان ومن حرمه الآمن.. هذه العاصمة المقدسة مكة المكرمة ومن حولها التي جاءها التكريم الأول من لدن خالق الكون ومبدعه.. الرحمن الرحيم الذي خلق كل شيء فأبدعه.كعادته خالد الفيصل منذ شرخ حياته العملية بدأها في رعاية الشباب بجائزة الأحسن.. أحسن لاعب وأحسن حارس مرمى وأحسن حكم وأحسن مدرب وأحسن إداري وأحسن كاتب صحفي... وعلى نفس المنوال مع فارق الزمان والمكان عاد ليشعل روح التنافس والجدية والخلق والإبداع.. وفي هذا العام كان للجائزة نكهتها وخصوصيتها وكما قال الدكتور عبدالعزيز الخضيري (عودنا حفل جائزة مكة للتميز على أن نقدم عملا يدفع بالتميز لمرحلة متقدمة ومستدامة واليوم نقدم طموحنا في تقديم حاضنة للإبداع تكون وجهة لمن يريد معرفة المنطقة ماضيا وحاضرا ومستقبلا ولعل نادي التميز الذي أعلنتم عن تدشينه العام الماضي وحاضنة الإبداع (مركز نخلة للتنمية) هو مرحلتنا القادمة.ولقد أدهش الناس ما سمعوه من المكرمين على اختلاف مشاربهم وتخصصاتهم التي أبدع فيها مهندس الجائزة وعرابها وكيل الإمارة.. كان لهذا الحفل خصوصية تجلت فيها القدرة الإبداعية واستخدام أدوات التعبير الفنية والتقنية.. ولكن أبافهد يعزو كل ذلك لقدرات أبنائه من المميزين.. إذ كان لهم شرف إخراج الحفل ورسم الخلفيات وأبدعوا حقا في إعطاء الصالة رحابة وسعة وتلونا.. كان عاملا أساسيا في تجسيد كل سمات المميزين.أغـراض الجائـزة :كانت تتمتع بكثير من الإيجابية والحضور وكانت خلاقة.. فهي من العناصر الفاعلة في المجتمع والمؤثرة في مجالات شتى.. إن الجائزة تنقسم إلى ثمانية فروع مرتبطة بخدمات الحج والعمرة في الجانب الإداري، والاقتصادي، والثقافي، والاجتماعي، والعمراني، والبيئي، والعلمي والتقني.. فالجائزة تعمل على تشجيع العمل المميز والجهد البارز. أحسب أن هذه التجربة التي اكتسبت عمقها التاريخي وبعدها المؤثر والحيوي من واقع الإصرار الذي يمتلكه من فكر فيها ودفع بها إلى قمة البروز وتعهدها وكيل الإمارة ووكيلها المساعد وصفوة من خريجي مدرسة الإبداع.. أقول إننا شهدنا ملامح مستقبل يعطي إشراقات لمستقبل واعد يعي المسؤولية ويقدر أبعادها ويرتقي سلم التطور نحو العالم الأول لا يألو على شيء.جائـزة الملك فيصل :هذه الجائزة العريقة تمضي قدما واثقة تشق حجب الأيام في ثقة وتجدد وتطور وترسم آفاقا رحبة لإتاحة مضمار التنافس الشريف في مجال الإبداع والاختراع في مجال العالمية.. وتكرم كل من قدم عملا استطاع فيه أن يؤثر إيجابا في تخفيف آلام الإنسانية أو إيجاد نظريات ترسم بعدا جديدا من شأنه أن يعزز سبل الارتقاء بالحياة البشرية في مجالات العلم والأدب والثقافة والخدمات الإنسانية والإسلامية واللغة العربية.. ولعله من دواعي الفخر والاعتزاز أن يحتفي التاريخ بهذه الجائزة ويفسح لها المجال بعد أن برهنت على تفوقها عالميا.. وثمن الفائزون جهد القائمين على الجائزة.. منوهين بأثرها في تشجيع المختصين والباحثين من العلماء والمبدعين والمؤسسات العلمية والتطبيقية وتقدير إنجازاتهم.. إذ يذكر بكل أمانة وتقدير ويسجل لهذه الجائزة أن 16 فائزا بالجائزة نالوا جائزة نوبل العالمية وأن عدد الفائزين بها منذ نشأتها 227 فائزا.. منهم 9 نساء 4 منهن فزن بجائزة الأدب العربي و4 بجائزة الطب وواحدة بجائزة العلوم.لست وحدي من ابتهج وبلغ ذروة السعادة من خلال معطيات هاتين الجائزتين اللتين كانتا حدثا تاريخيا له ملامحه وإشراقاته التي تؤسس لانطلاقة واثبة وواعية تشق الطريق نحو رقي وتقدم هذه البلاد من خلال طاقات شبابها الإبداعية الخلاقة .. وحسبي الله ونعم الوكيل.

عكاظ 1434/5/22هـ