الدكتور باسلامة والخاطر

في مقاله الأسبوعي الجميل، تحدث البروفسور عبدالله حسين باسلامة (ابن المؤرخ المكي الشهير حسين باسلامة) عن علاج الإسهال بالكي، وحاول علميا وطبيا تفسير سر نجاح عملية كي باطن الكعب على شكل علامة «زايد» في قطع دابر الإسهال بطريقة تكاد تكون فورية أو بسرعة لا تصل إلى نتائجها العقاقير الطبية، وقبل تأييد ما توصل إليه البروفسور باسلامة من تفسير حول وجود علاقة عصبية بين باطن الكعب وبين الأمعاء التي تعاني من تقلصات وحركة قوية تؤدي إلى دفع ما فيها إلى الخارج فيحدث الإسهال المتكرر الذي يرهق الجسم وقد يؤدي إلى نقص في الصوديوم وإلى الجفاف، قبل ذلك، أود نقل تجربتين شخصيتين ناجحتين عن الكي المعالج الفوري للإسهال.

أما الأولى، فقد كنت في العشرين من عمري مصيفا بالطائف، فزارني أصدقاء من مكة المكرمة وسمرت معهم في مقهى يقع أمام حدائق نجمة وعرضت عليهم المبيت عندي فأبوا بحجة أنهم لا يريدون الخروج من منزل والدخول إلى منزل وفضلوا المبيت في المقهى، فانصرفت واعدا إياهم بالمجئ صباحا لتناول الإفطار معهم، ولكن الذي حصل أنني أصبت بنوبة إسهال ظلت معي حتى الصباح، فلما صليت الفجر ذهبت إلى المقهى، ولاحظ عم سليمان وهني وذبولي فقال لي: يا واد باين معاك خاطر!، وأمسك الملقاط من فوق «الصليب» وهو أحمر كالجمر وقبض رجلي اليمني ولسعني لسعتين راسما علامة «زايد»، وأعطاني كوب شاي ثقيل مر فشربته، فكأنما نشطت من عقال وتناولت مع أصدقائي الإفطار بنهم شديد!.

أما التجربة الثانية، فكانت بعد ذلك بعشر سنوات عندما تطورت وأصبحت صحفيا في جريدة الندوة، وذات يوم، أصابتني إسهال ورأى حالتي الدكتور إسماعيل الهلباوي، وهو استشاري باطني كان يقدم زاوية طبية أسبوعية في الجريدة، ففحصني وكتب لي سبعة أنواع من الأدوية، فأخذت أتناولها والإسهال مستمر حتى صرت أصعد سلم داري متوكئا على السلم وكأني في الثمانين من عمري، فتذكرت ملقاط العم سليمان فأخذت ملقاطا من المطبخ ووضعته على النار وكويت به نفسي غير هياب أو مرتاب، فشعرت بالتحسن الفوري، فقمت وألقيت بأدوية الهلباوي والغلباوي في برميل القمامة، وحمدت الله على نعمة العافية، ولو فتحت السيرة أمام جيلي لقص كل واحد منهم قصة أو أكثر كلها تؤكد النجاح الباهر لتجربة الكي في قطع دابر الإسهال، ولذلك فإني أميل إلى التفسير الذي قدمه البروفسور باسلامة، فهل لديكم أقوال أخرى؟!.

عكاظ 1434/5/22هـ