أين مرورنا العزيز
وأتحدث هنا عن معاناة الناس في مكة المكرمة على وجه التحديد فبالرغم أننا لسنا في موسم حج ولا رمضان إلا أن هناك أحياء (منسية) ولا تكاد ترى فيها رجال المرور أو سيارات المرور أو حتى إشارات ضوئية تنظم الحركة !!
لقد شاهدت ملتقى لثلاثة خطوط سريعة وقد اشتبكت المركبات مع بعضها في مشهد فوضوي لا يمكن أن يحصل في دولة حضارية تحت أحد الجسور ويتكرر هذا المنظر على مدار الوقت ولم نر يوما سيارة مرور أو رجل مرور لتنظيم الحركة والمكان يحتاج إلى إشارة ضوئية ولا أدري هل رجال المرور لا يعرفون هذا، فإن كانوا يعرفون فتلك مصيبة وإن كانوا لا يعرفون فالمصيبة أعظم ويتكرر ذلك في أكثر من حي.إن التوزيع (الديمواغرفي) لرجال المرور أمر ملح فلا يمكن أن يتم التركيز في المنطقة المركزية أو الشوارع التي تؤدي إلى الحرم الشريف وتترك بقية الأحياء بهذا المشهد الفوضوي الذي لا يليق بنا كدولة عصرية تأخذ طريقها نحو العالم الأول. إن المرور في مكة المكرمة يحتاج إلى استراتيجية تعالج تلك المشكلات المتكررة والقصور الملاحظ وقد يكون سبب ذلك إما لنقص الكوادر البشرية أو سيارات المرور أو لعدم وجود خطة عمل تحل تلك الإشكاليات وفق رؤية تتناسب مع التطور الذي تشهده البلاد.
لقد تعودنا أن نشاهد تلك الاختناقات في المواسم لكن أن نشاهدها في غير المواسم وفي أحياء بعيدة عن الحرم بما يتجاوز عشرة كيلو مترات فهذا يدلل على أنها ليست تحت أنظار رجال المرور الأعزاء. بمناسبة المرور هناك ملاحظة نود أن نذكرها لمن يعنيه الأمر وهي أن شركات التأمين قد رفعت سقف التأمين على المركبات بنسبة 100% مقارنة بأسعار العام الماضي دون أن يكون المواطن أو المقيم على علم بذلك .. فمن يعنيه الأمر عليه إشعار الناس بذلك على الأقل لتحتاط ولتكون على علم بذلك، وهذا حق من حقوقها بل ومن أبسط حقوقها.. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
عكاظ 1434/5/22هـ