أين أئمة الحرمين ؟!
يقطع المعتمرون والزائرون آلاف الأميال، ويتكبدون مشاق السفر، وينفقون مدخرات العمر للصلاة في الحرمين الشريفين، ومعظمهم قد لا تتكرر له الفرصة مرة أخرى على أمل الصلاة خلف مشاهير أئمة الحرمين الشريفين كالسديس والمعيقلي والشريم والبدير والغامدي والجهني.. وغيرهم من أصحاب الأصوات العذبة والقراءات الندية، لكنهم ــ للأسف ــ لا يجدون ذلك!وفي المدينة المنورة، صليت الأسبوع الماضي في المسجد النبوي لمدة يومين خلف نفس الإمام، وعبثا انتظرت سماع صوت إمام المسجد النبوي الشيخ صلاح البدير بلا جدوى، ما جعلني أتساءل: أين دور رئاسة الحرمين في المدينتين المقدستين بتكليف الأئمة المشهورين بأصواتهم وقراءاتهم بأداء الصلوات الجهرية، على الأقل إكراما لهؤلاء المصلين الذين قطعوا المسافات الطويلة وأنفقوا الأموال الطائلة وتسنت لهم فرص العمر النادرة للصلاة في الحرمين الشريفين؟!
إن تكليف الأئمة المشهورين بأصواتهم العذبة وتلاواتهم الندية بأداء الصلوات الجهرية في الحرمين الشريفين ليس خيارا للأئمة الأفاضل أو اجتهادا لإدارة الحرمين، بل واجب تحتمه الوظيفة التي كلفوا بها والمسؤولية التي تتحملها الإدارة، ليس لأجل خاطر المصلين داخل الحرمين وحسب، بل ولأجل خاطر عموم المسلمين الذين يتابعون أداء الصلوات في الحرمين الشريفين على الهواء مباشرة عبر الأقمار الصناعية في جميع أصقاع الأرض!فاحفظوا للحرمين الشريفين تميزهما!
عكاظ 1434/5/12هـ