صنـــــع في مكة 3

سؤال ظل يراودني منذ سنين، لم لا نصنع ما نبيعه على الحجاج كتذكارات لزيارة الحرمين الشريفين، أليس عجيبا أن لا يفكر تجار مكة المكرمة والمدينة المنورة في تصنيع هدايا الحجاج وأن يكتفوا باستيرادها على مر العقود، بل القرون الماضية حيث ظلت نمطية تجارة رحلة الشتاء والصيف ممارسة دون تغيير، ربما ظهر هنا أو هناك مصنعان أو ثلاثة للسبح والبلاستيك ولكن غمرتها سياسة الإغراق التي كانت مصانع الخارج تتبعها ضد أية منافسة محلية بفرض أثمان متدنية طاردة حتى تم طردها من السوق.

جميل أن تعيدنا غرفة مكة التجارية إلى شيء من هذا كما جاء في الأخبار بنيتها الإشراف على منطقة صناعية متخصصة في المنتجات الخاصة بموسمي الحج والعمرة، ورغم أن الخبر مقتضب إلا أنه مفرح وآمل ألا يرجأ تنفيذه أكثر وأن يتم بالمستوى والحجم المطلوب. لكن ومع كامل التقدير لجهود غرفة مكة، أرى أن المهمة من الضخامة بحيث تحتاج تعاون أكثر من جهة، لعل أهمها مشاركة غرفة المدينة معها وكل من أمانتي المدينتين المقدستين ووزارتي التجارة والعمل، المهمة تحتاج تخصيص أراض خارج حدود المدينتين لإقامة منطقتين صناعيتين تضمان عدة مصانع ومشاريع متخصصة في إنتاج ما يحتاجه الحجاج والزوار وجميعها يمكن.. بقليل من الخبرة واكتساب التجربة ـ تصنيعه محليا.ولعلنا لا نكرر تجارب فاشلة سابقة تستقدم المواد الخام والأيدي العاملة بل والإدارة وشكل البناء في مكتب محلي لشركة أجنبية نكتب على منتجاته «صنع في السعودية»، على التجار أن يفكروا في مشروع ربحي نعم ولسوق واعدة تقدر بالمليارات على أن يكون بأيد وطنية، ولا بأس بالاستعانة بالخبرة بداية وباستيراد المواد الخام فكثير من الدول تفعل ذلك (اليابان كمثال تستورد 80% من احتياجاتها كمواد خام تصنعها لتعيد تصديرها) على تجارنا الأفاضل التفكير في مزايا الإنتاج الكبير لدعم جودة المنتج ومناسبة سعره وبالتأكيد ستقدم لهم الدولة الحماية من الاستيراد إذا ضمنوا لها توطين الوظائف المتولدة.

عكاظ 1434/4/30هـ