ورحل الرجل الصالح الفاضل
رحم الله رفيق الصبا.. وزميل الدراسة والصديق الكريم بأخلاقه السامية، ومحبته لعمل المعروف.
رحم الله أخي وحبيبي اللواء صالح محمد طاهر فاضل الذي انتقل إلى رحمة الله الأسبوع الماضي، وبكيته بحرقة؛ لأنني فقدت بوفاته أخا محبا وصديقا صادقا في وداده.بالمدرسة العزيزية الابتدائية تزاملنا من السنة الأولى الابتدائية وحتى السنة النهائية، وكانت لقاءاتنا تتواصل بعد العصر في قاعة الشفاء، حيث يسكن مع والده ــ عليهما رحمة الله، ثم مرت الأعوام التي واصل خلالها دراسته الثانوية، ثم الالتحاق بمدرسة الشرطة في مكة المكرمة، حيث حصل على شهادتها ومن صاحب السمو الملكي وزير الداخلية ــ يومذاك ــ (خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز ــ تغمده الله برحمته).
تسلم الشهادة لينخرط بعدها في العمل رئيسا لشرطة المحكمة الكبرى بمكة المكرمة، ثم رئيسا لشرطة النجدة بمكة المكرمة عند تأسيسها، فمساعدا لرئيس المرور بمكة، نقل بعد ذلك للعمل بوزارة الداخلية مديرا عاما للخدمات الفنية، ثم عاد مديرا لإدارة المرور بجدة، فمديرا لشرطة الطائف، فنائب مدير شرطة جدة، فمديرا لشرطة جدة، ثم انتهت خدماته بعدما تولى منصب مدير شرطة منطقة مكة المكرمة، حيث تمت إحالته إلى التقاعد في 1/2/1413هـ.. وحتى عندما تقاعد تم اختياره نائبا لرئيس مكتب الزمازمة الموحد، وعضوا في مجلس محافظة جدة.لقد حرصت على إيراد المناصب التي تولاها الصديق الحبيب صالح فاضل لأشهد ــ وإن كنت لا أزكي على الله أحدا ــ أنه كان في جميع المواقع صالحا وفاضلا في تعامله مع من يعرف ومن لا يعرف، فهو ــ كما قال عنه أخي الدكتور عبدالله بن صادق دحلان فيما كتب بـ«عكاظ» يوم الأربعاء الماضي 17/4/1434هـ: «لئن مات اللواء صالح فاضل ــ والموت حق ــ إلا أنه لن تموت سيرته العطرة، ولن ينسى التاريخ العسكري رجلا قدم لوطنه بأمانة ونزاهة مثل ما قدمه اللواء صالح فاضل. قال عنه شيخ عمد أحياء مكة المكرمة وشيخ المؤذنين في الحرم المكي الشريف الشيخ عبدالله بصنوي ــ رحمه الله ــ بأنه من أنبل مديري الشرط الذين تعاملوا مع العمد وأحسنوا التعامل معهم وأعطوهم حقهم، فهو رجل ارتبط اسمه بلقبه في عمله، وقال عنه شيخ عمد أحياء جدة الشيخ عمر باعيسى بأن جدة لم يمر عليها رجل مديرا للشرطة يجمع الصلاح والطهارة والفضل مثل اللواء صالح فاضل، فهو اسم على مسمى، واسم على صفة، واسم على فعل».
رحم الله اللواء صالح وأسكنه فسيح جناته، وبارك في أبنائه الكرام وابنته المصونة.. وإنا لله وإنا إليه راجعون.السطر الأخير :(وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون).. (البقرة/154 ــ 156).
عكاظ 1434/4/20هـ