من أين يأكل هؤلاء؟

مشكلة المشاكل أن يفقد الإنسان مصدر رزقه، أو يُحرم من الحصول على ما يستحقه شرعاً ليؤمن به احتياجاته ومتطلبات من يعول من سكن ومأكل.
فالضعاف من المساهمين في مشروع جبل عمر بعقاراتهم قد انتظروا خمس سنوات ريثما تم خلالها تسجيل الشركة وانهاء الاجراءات المتعلقة بإقامة المشروع الذي يتبناه ويسعى لاقامته على أرض الواقع سعادة الوجيه عبد الرحمن فقيه على غرار مشروع مكة.
ومشكلة أصحاب العقار الضعف من المساهمين في المشروع أنه بعد مرور الخمس سنوات، وقيام الشركة، وحصولها على السجل التجاري، ودمجها في سوق المال بالنسبة للمكتتبين نقدياً، تعذر ادراج المساهمين بعقاراتهم لأن كتاب العدل بمكة المكرمة يرفضون افراغ الصكوك حسب ما قال المسؤولون في الشركة رغم وجود خطاب رسمي من معالي وزير العدل لكتاب العدل باعتماد الافراغ.
ويقول الأستاذ طلال محمد حسين حلمي: إنه قام مع مجموعة من أصحاب العقار بمراجعة رئيس مكتب كتاب العدل بمكة المكرمة فرد عليهم بالحرف: «إنني عملت جهدي وأفرغت عشرة صكوك»، ولكن كتاب العدل الآخرين يرفضون اتمام الافراغات في الوقت الذي أتمت الشركة ما عليها من اجراءات وأرسلت بالمعاملات والصكوك إلى كتابة العدل الأولى بمكة المكرمة من تاريخ 15/11/1428هـ وبهذا حُرم أصحاب العقار الضعف من الاستفادة بعقارهم الذين يوفر لهم دخلاً في المواسم يعيشون عليه مدار العام، كما حرموا بعد الاسهام بعقارهم في المشروع من استلام كامل حقوقهم لعدم تمام الافراغ، وبالتالي عدم الاستفادة بالمرابحة بالأسهم لعدم ادراجهم بسوق الأسهم، وفيهم الأيتام والفقراء والمساكين فبأي حق يا ترى يعرقل كتاب العدل بمكة المكرمة عملية الافراغ، وإذا كان الشيء بالشيء يذكر فقد قرأت بجريدة البلاد بعدد يوم الأحد 2 شعبان 1429هـ كلمة بعنوان (حليب المدينة) بقلم البروفيسور الشريف حمدان بن راجح المهدي جاء فيها:
«باعة الحليب وأبقارهم في ذمة التاريخ في المدينة المنورة، آلاف الأبقار المدنية أزهقت أرواحها كلها بدون استثناء بحجة المرض ولحماية الانسان، هل يعقل أن يكون هذا في المدينة المنورة فقط وجل أبقار المدينة مصدرها منطقة القصيم؟ هذا كله سيظهر اليوم أو غدا، لكن الذي أنا بصدده تلك البيوت المدنية التي أصيبت في مصدر رزقها من لهم يا ترى ثمانية أشهر كما يقول اللبانة بالوفاء والتمام وهم عاطلون بعد أن كانوا يقومون بحاجات أسرهم أصبحوا في مهب الريح ولا أحد يعلم ما حل بهم وأولادهم.
وأنا أثني على ما طالب به البروفيسور الشريف حمدان بن راجح من ضرورة النظر في وضع باعة الحليب من أصحاب البقر الذين أصبحوا بلا دخل يوفر لهم ولمن يعولون لقمة العيش التي حرموها بذبح بقرهم، والعمل سريعاً على منحهم تعويضاً مجزياً من ناحية، وتوفير فرص عمل لهم بمصانع الألبان أو أي مهنة مناسبة توفر لهم دخلاً، والله الموفق والمعين.

عكاظ / السبت 15/08/1429هـ