تاريخ أمة في سير الأئمة «1 ــ 2»

في ليلة من ليالي العمر المعدودة، شرفت بحضور اللقاء التعريفي لكتاب «تاريخ أمة في سير أئمة» لصاحب الفضيلة معالي الدكتور الشيخ صالح بن عبدالله بن حميد إمام وخطيب المسجد الحرام والمستشار في الديوان الملكي، وقد دعا إلى اللقاء الأمين العام لدارة الملك عبدالعزيز مدير مركز تاريخ مكة معالي الدكتور فهد السماري، وكان من أبرز الحضور صاحب الفضيلة معالي الدكتور عبدالوهاب أبو سليمان عضو هيئة كبار العلماء، إلى جانب بعض أئمة المسجد الحرام وأعضاء هيئة التدريس في الجامعات ورجال العلم والفكر، وما ذلك إلا للمكانة السامية التي يحتلها معالي الدكتور الشيخ ابن حميد في النفوس.


فهو عالم علامة، ابن عالم علامة، وصاحب فكر ورأي حر يسابق الزمن لإفادة الأنام بخير العلوم وأفضل الكلام.


والله يشهد أنني كنت أتمنى لو أطال فضيلة الدكتور حديثه الذي ملأ الأسماع علما وتاريخا، كما قال معالي الدكتور عبدالوهاب أبوسليمان في التعليق الوحيد الذي أعقب المحاضرة واستبق الأسئلة التي وجهها بعض الحضور للعلامة والحبر الفهامة معالي الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد الذي شغل العديد من المناصب وأشرفها بلا شك، كونه خطيب وإمام المسجد الحرام، وفيه يلتقي في الليالي التي يتواجد بها بمكة المكرمة طلاب العلم يلقنهم أزكاه، ويشرح لهم أسماه.


ومما سمعت من معالي السيد أحمد عبدالوهاب نائب الحرم من مرويات يستعيد من خلالها بعض ما شهد أو سمع يوم كان يتبوأ منصب رئيس المراسم الملكية: أنه عندما أبلغ خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز ــ رحمه الله، الشيخ بن حميد اختياره رئيسا لمجلس الشورى، قال معاليه: سمعا وطاعة، ولكني أطلب منكم أن يتم ذلك مع إبقائي إماما وخطيبا بالمسجد الحرام. وقد ظل كذلك رغم تنقله في العديد من المناصب إماما وخطيبا ومدرسا بالمسجد الحرام وإلى اليوم ــ حفظه الله وأبقاه.


ومما تحدث به فضيلته تلك الليلة أنه بصدد تأليف كتاب عن المؤذنين بالمسجدين الشريفين، وأن مؤلفه عن أئمة الحرمين كان فقط عن أئمة المسجد الحرام، لكنه استقر على ضم أئمة المسجد النبوي للكتاب الذي ضم أكثر من 2252 صفحة، وصدر في خمسة مجلدات من القطع المتوسط، قسمه المؤلف إلى قسمين: القسم الأول (أئمة المسجد الحرام) والقسم الثاني (أئمة المسجد النبوي الشريف)، مبينا أن من أهم الصعوبات التي واجهته قلة المصادر التي كتبت عن هذا الموضوع، وضم الكتاب التعريف بالكعبة المشرفة وترميمها وكسوتها ومن أول من بناها، وعمارة الحرمين الشريفين وتوسعتهما عبر العصور حتى العصر السعودي الحديث.


وإلى الغد.. لنستكمل الحديث عن محتوى المؤلف الفريد في موضوعه.

عكاظ 1434/2/24هـ