مضايق الشعر حمزة شحاتة والنظرية الشعرية «2-2»

تعلقت بالأستاذ حمزة شحاتة عندما قرأت رسائله لمعلمي الأستاذ محمد عمر توفيق -رحمهما الله- فبهرني أسلوبه، ولقيته في جدة فأطربني جمال حديثه واجتمعت به في القاهرة بمكتب الأستاذ محمد صالح باخطمة القنصل السعودي في ذلك الزمن الجميل، فراعني الحوار معه خاصة وهو يتحدث عن ضياع الأمل الذي يقول عنه الأستاذ بافقيه في كتابه (حمزة شحاتة والنظرية الشعرية):
«ذاق شحاتة الخيبة، وأحس الإحباط، ولكنه لم يتزحزح عن الإنسان الفاضل الذي سعى إليه ونادى به في صدر شبابه، ويظهر من حياته أنه لم يبرأ من الخيبة، وها هو ذا يبوح متألما: «ما قتل وهدم أشرف وأعظم ما في النفوس النبيلة .. كالخيبة». وأحسب أن تلك الخيبة سببها فضل عقله ونبوغه في مجتمع النبوغ فيه جريمة عقابها أن تحيا في قومك غريبا تضرس في صباحك ومسائك مرارة خيبتك وإخفاقك، ولا تملك إلا أن تستعير من صيدلية حمزة شحاتة كلمات فيها الدواء والعزاء.


إنها ساعة حرجة، أن تدور بعينيك، محملقا في جميع الوجوه والعيون .. فلا تجد من يفهمك».
وفي موقع آخر
رصع بافقيه كتابه بسطور لشحاتة العملاق يقول فيها:
«ــ كم هو مجرم من يحول بيني وبين حريتي بحجة حرصه على حمايتي من أخطارها وتبعاتها.


ــ إن أول من استعمل كلمتي «الصالح العام» بمعناهما المعروف، إما أن يكون «خيرا» إلى حد الغفلة، أو مخادعا إلى حد الإجرام، وهو في الحالتين يجب أن يعد من عباقرة المخترعين، تماما كالذين وضعوا أسماء الفضائل».
ومن جواهر الحكم التي رصدها الأستاذ بافقيه:
ــ أؤثر الهزيمة النظيفة على الانتصار القذر، وتتقزز نفسي من النضال الحقير.


ــ إني أتقبل الكذبة أحيانا، لا لأني أجهل زورها، ولكن لأتفادى هول الحقيقة المستترة فيها.


ــ انس الذين أحسنت إليهم، وأساءوا إليك، أما من أسأت إليهم وأحسنوا إليك، فلا تنسهم أبدا.


رحم الله العملاق حمزة شحاتة (القمة التي لم تكتشف) -كما قال بذلك الأستاذ عزيز ضياء- والشكر والتقدير لأخي الأستاذ المبدع فيما كتب محمد حسين بافقيه على ما أثرى به المكتبة وإهدائه الكريم.


آيـــــة: { رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحا ترضاه}.


وحديث: «إن من البيان لسحرا وإن من الشعر لحكمة».
شعر نابض: من شعر حمزة شحاتة:
لا يســــرن حــــالــم بمنـــــــاه
فمساري الأحلام أخطر طرقا
ولقد يعجل السليم فيقضي
ولقد ينهض السقيـــم، فيبقى

عكاظ 1434/2/18هـ