حوار الخضيري

استمعت باهتمام للحوار الراقي والحضاري الذي أجري مع سعادة الدكتور عبدالعزيز الخضيري وكيل إمارة منطقة مكة المكرمة في برنامج لقاء الجمعة مع الزميل عبدالله المديفر. الحقيقة إن الحوار مع هذا الكبير كان مفيدا لكل المسؤولين بمنطقة مكة المكرمة. فلقد امتلك الخضيري البلاغة في الحديث، والفصاحة في الطرح، والحجة في التوضيح والإقناع. ولم استغرب على هذا الرجل ما دام أنه درس في أرقى جامعات العالم مثل هارفارد وكمبرج ولندن ولديه خبرة متنوعة في العمل بعدد من الدول. إن تجربته العلمية والعملية رائعة. أتمنى أن يكون هذا الرجل وزيرا للتخطيط فهو يملك عقلية مفكر. ولفت نظري الهدوء في شرح الاستراتيجية لتنمية وتطوير منطقة مكة المكرمة.


ولفت نظري استخدامه لمصطلحات جديدة عن تنمية وتطوير مكة المكرمة منها:
- إن المخطط جعل الكعبة المشرفة هي منطلق التنمية وبحكم تخصصي في دراسة درجة الدكتوراه هذا يعني استخدام الوظيفة الدينية في أثر الوظيفة الدينية على استخدام الأرض في مكة المكرمة وهذا المنطلق الذي قاله الخضيري يعد أهم وأفضل المرتكزات التخطيطية.


- جعلوا الإنسان هو هدف للتطوير لتقديم أفضل الخدمات للمعتمرين والحجاج والزوار.


- طرح فكرة رائعة وهو أنهم يذهبون للمواطن لإيصال التنمية له. وبهذا يساعد على التطور. ويرتقي بوعي المواطن.
- أكد أنهم استفادوا من خبرات كثير من الشركات المتخصصة في هذه المجالات التنموية.


- تبني وتفعيل الخضيري دور الصحافة كسلطة رابعة لخدمة التنمية في المنطقة بإيجاد علاقات إيجابية مع الصحافة.


- جذبني في حديث الخضيري أنه حديث مرتبط بالفكر الإسلامي واستدلاله بآيات كريمة وأحاديث نبوية.


وأعجبني في حديثه صراحته القوية وشفافيته مثل ذكره لأهم العثرات في عملية التنمية ذكر: المجاملة بين المسؤولين على حساب العمل والإنجاز وخوف بعضهم من التصادم مع المسؤول الآخر فيجامل على حساب مصلحة العمل. وهذا الكلام الجريء يقال لأول مرة في تاريخ العمل بمكة المكرمة كما أشار بصراحة إلى محاربة الشباب السعودي.


وهناك نقطة وحيدة لم اتفق مع أخي الكبير الدكتور الخضيري عندما قال المديفر إن مكة المكرمة فقدت روحانيتها. فأجاب الخضيري بالنفي. ولكن من حقي أن أقول لهذا المسؤول الواعي إن الحضارة الأسمنتية غيبت الحارات المكية القديمة وفقدت الطاقة الحميمية للأرض.


حقيقية إن الحوار كان رائعا ومفيدا وصريحا وجريئا وشجاعا.
والله يسترنا فوق الأرض، وتحت الأرض، ويوم العرض، وساعة العرض، وأثناء العرض.

عكاظ 1434/2/14