علماء تحت أروقة الحرم

أتحدث اليوم عن عالم صالح متميز شارك في كل الفنون معقولها ومنقولها وهو العلامة محمد العربي التباني الذي حفظ القران الكريم  وعمره اثنا عشر عاماً وحفظ معه بعض المتون ،
رحل إلى تونس وتلقى كثيراً من العلوم بها ثم رحل إلى المدينة المنورة الشافية قرية الأنصار ولازم فيها كبار العلماء ومنهم الشيخ أحمد خيرات ، والعلامة المشهور حمدان الونيسي ، والشيخ عبدالعزيز التونسي، واللغوي الشهير محمد محمود الشنقيطي، وقصد أم القرى بعد أن تكبد مخاطر الطريق ومشاق السفر ووصل وبدأ الدراسة والحضور في حلقات العلم بالمسجد الحرام فأخذ من تلك الأنوار ودرس على يد الشيخ عبدالرحمن الدهان وأخذ عن الشيخ مشتاق الهندي وفي عام 1338عين مدرساً بمدرسة الفلاح بمكة نظراً لتفوقه ونبوغه فاشتغل بالتدريس تحت أروقة الحرم المكي الشريف، وتخرج من تحت يديه تلاميذ كثيرون أصبحوا بعده قناديل تضيء ساحات الحرم ومنهم العلامة علوي بن عباس المالكي والد الدكتور محمد علوي المالكي رحمه الله والسيد عباس علوي المالكي ومنهم الشيخ محمد نور سيف بن هلال والعالم الصالح محمد أمين كتبي ، وكان صاحب فهم تام وذكاء مفرط، متواضعاً معروفاً بين كل من يعرفه بالخلق الطيب ولقد كان شيخنا محمد العربي التباني تربطه محبة ومودة مع تلاميذه الذين تلقوا العلم على يديه ومن الذين تأثروا به تلميذه الشيخ حسن مشاط فقد تأثر به تأثراً كبيراً حتى في معاملته ، كذلك كانت تربطه بالعلامة الشيخ علوي المالكي رحمهم الله علاقة قوية أساسها محبة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ، وكثير من الذين تلقوا العلم على يدي شيخنا أصبحوا فيما بعد علماء يلقون الدروس في الحرم المكي الشريف.