مستوصفات مكة

انتشرت المستوصفات الطبية في مكة وأصبحنا نراها في معظم الشوارع العامة والداخلية وقد يكون بالشارع عدة مستوصفات بل إن أعدادها أصبح ربما أكثر من البقالات فكل من امتلك نصف مليون قام باستئجار عمارة وجهزها وجعلها مستوصفا طبيا، وفي بعضها أطباء ربما لا يحملون شهادات إجازة من الجهات المختصة بوزارة الصحة. واختباراتها القوية.


والمزعج أن هذه المستوصفات تعمل عبر أسلوب التجارة والربحية بأمراض الشعب، وعملهم يخضع لتحقيق الربحية المادية ولا يهمهم صحته الكاملة.


وأخيرا قامت المستوصفات بأسلوب جديد يدل بوضوح على استغلال المرضى، حيث يقوم صاحب المستوصف بفتح صيدلية في المبنى نفسه أو بالقرب منه، وعندما يقوم الطبيب بوصف الدواء للمريض يكتبه على جهاز الكمبيوتر الذي أمامه ولا يعطي روشتة ورقية للمريض بل يطلب من المريض مراجعة الصيدلية التي في المبنى أو القريب لشراء الدواء منها عبر جهاز الكمبيوتر، وهذا استغلال واضح ومكشوف لاستنزاف المواطن والمقيم باسم المرض، هذا غير مطالبة المريض بمجرد الكشف عليه من قبل الطبيب يطلب منه عمل العديد من التحليلات الطبيعية وعمل الأشعة وتكون حاجة المريض لا تستدعي كل تلك الإجراءات، إنه الاستغلال المادي للشعب والمقيمين فمتى تنهض وزارة الصحة لتشكيل فرق تفتيش سرية ومفاجئة لمراقبة ومتابعة أوضاع المستوصفات ومعاقبة المخالف منها والتأكد من وجود كامل الاشتراطات الصحية والقانونية والفنية.


ثم أين دور الدفاع المدني في التأكد من سلامة الاشتراطات الأمنية المرتبطة بالسلامة من حيث سلالم الطوارئ ووضع المصاعد ومساحاتها.


ثم أين دور أمانة العاصمة المقدسة في مراقبة ومتابعة أوضاع المستوصفات الخارجية من ناحية إلقاء المخلفات الطبية الخطيرة على الإنسان والبيئة وإلزامهم بوضع صناديق ضاغطة لتجمع بها مخلفات المستوصف الطبية وغيرها..


إن أوضاع المستوصفات الطبية في مكة المكرمة سيئة ورديئة للغاية وتحتاج إلى تدخل إمارة المنطقة لمراقبة تحقيق نسبة السعودة وغيرها من إجراءات ترتبط بالناحية القانونية مثل الإقامات، وهل العاملون بالمستوصفات على كفالة المستوصف نفسه أو تم تشغيلهم بواسطة أو محسوبيات أو لسد فراغ بالمستوصف. إنني أدعو معالي وزير الصحة لتشكيل فرق عمل نظيفة من خارج المديرية العامة للشؤون الصحية بمكة المكرمة لإجراء جولات تفتيشية مفاجئة ستجد أمامها (بلاوي) ومصائب وجرائم طبية في حق الشعب والمقيمين .. والصحافة تنشر يوميا حوادث بهذه .. [الدكاكين الطبية]..،.


والله يسترنا فوق الأرض، وتحت الأرض، ويوم العرض، وساعة العرض، وأثناء العرض.

عكاظ 1433/12/26هـ