التثقيف.. مسؤولية من؟!
أحسب أن منظومة الحج الرائعة المتناغمة لا يكتمل عقدها إلا بالتثقيف المباشر وغير المباشر للحجاج ، وأقول أن الحجاج يتعذر علينا توعيتهم أثناء قدومهم لهذه البلاد المقدسة ما لم يتم تنظيم أمور توعيتهم في بلدانهم أي قبل قدومهم بغرض الحج وبالتالي فإن ما ينفق على توعية الحجاج في بلادنا إذا استثنينا الإجابة على استفساراتهم عبر الخطوط الهاتفية المعدة لذلك – يعد هدراً للأموال.
إن احتلال مواقع للعاملين في مجال الدعوة في المشاعر المقدسة كان من الأولى أن ينتفع بها الحجاج. هناك أمانة عامة للتوعية في الحج تتبع وزارة الأوقاف والدعوة والإرشاد ومقرها مكة تنفق عشرات الملايين في المطبوعات والتسجيلات الصوتية وتوزع على الحجاج ولكنها لا تجدي نفعاً لأن الحجاج لا يقبلون التوعية إلا على مذهبهم وبعضهم قد تم تحذيرهم قبل المجيء بعدم التعامل مع الدعاة في السعودية وبعضهم قالوا لا بأس استلموا منهم الهدايا والكتب والتسجيلات واحضروا مآدبهم واشكروهم ولكن لا تأخذوا بما يقولون ، وهذه المعلومات متوفرة منذ زمن ومع هذا فبرامج التوعية قائمة ومستمرة رغم عدم جدواها ، وأرجو أن لا ينعكس هذا الأمر على قطع أرزاق من يعملون في الأمانة العامة للتوعية والعاملين في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ممن يعملون في التوعية ، وكل هؤلاء ينبغي أن تكثف جهودهم لتوعية المقيمين في المملكة والذين يتسللون إلى المشاعر المقدسة في كل عام للحج بدون تصريح ويحدثون من الأذى ما الله به عليم ، وبالتالي لو تمكنوا من القيام بهذه المهمة العظيمة يكونون قد أسهموا في دفع الكثير من الأذى والضرر وعدد هؤلاء المخالفين يتجاوز قليلاً عدد الحجاج القادمين من الخارج وفقاً للإحصائية.
إن قضية توعية الحجاج القادمين من الخارج مسألة تحتاج إلى وقفة ومراجعة دقيقة وأحسب أن لجنة الحج العليا والمركزية على دراية تامة بالصورة المثلى للتوعية وقد لمس الجميع أثر البرنامج التوعوي الماليزي ( تابونج حجي ) والبرنامج الأندونيسي والتركي وربما غيرهم ، إذاً تثقيف الحجاج مسئولية أوطانهم وليست مسئوليتنا وليس هناك ما يمنع من دعم الدول الفقيرة لمساعدتهم على إقامة برامج توعية ملائمة لهم في بلدانهم... والله من وراء القصد.
المدينة 1433/12/21هـ