سعر المتر بكم؟

كتبت قبل فترة عن نزع ملكيات عقارية في مكة المكرمة استهدفت توسعة الساحات الشمالية للمسجد الحرام لإيجاد مساحات أرحب لكي تمكن الحجاج والمعتمرين من استخدام تلك المساحات في الأمور المخصصة للخدمات وكذلك جزء منها للخط الدائري، والتي شملت جزءا من منطقة الفلق وجبل قرن، وهي عقارات تمت إزالتها منذ عدة شهور.. قابل النزع تأخر في تعويض أصحاب العقارات، وقلت إن تأخر التعويضات أمر غير مستساغ البتة، حيث إن أي جهة أو منطقة يتم اختيار نزع ملكيتها للصالح العام تكون ميزانية التعويض جاهزة، وإذا كان هذا هو الوضع الحقيقي فلماذا يتم حجب التعويض لشهور؟ فالمواطن الذي وجد عقاره ضمن الإزالة من حقه شرعا وقانونا أن يعوض في الحال، إذا لماذا يحدث أحيانا تباطؤ في تسليم المواطنين حقوقهم من التعويضات؟ وهل هم بحاجة للصراخ كي تنبه أصواتهم جهات أخرى بوجود مماطلة أو إهمال؟


ولا أعرف إلى أين ذهب استفساري واستفسار أصحاب العقارات المنزوعة في وجوب سرعة التعويض كون الشخص الذي نزعت ملكية عقاره لن يكن قادرا على الشراء او الاستئجار داخل مكة لارتفاع الأسعار، فكيف به وهو لا يملك شيئا يمكنه من الشراء أو الاستئجار؟


واليوم أجدني متتبعا المرحلة الثانية من مشروع توسعة جديدة والتي شملت ثلاثة أحياء تم إقرار نزع ملكيتها بعد حج هذا العام وهي المساكن الواقعة في أعلى جبل هندي وجبل قرن وجبل المدافع (ويصر أصحاب هذه العقارات المنزوعة أن المشروع مشروع استثماري وليس خاصا بساحات الحرم) ولكونه مشروعا استثماريا تريث الكثيرون منهم بقصد معرفة ثمن المتر عند التعويض إلا أن اللجنة لم ترد على مطالباتهم وأخطرتهم بتاريخ الإزالة ومن رفض سيتم قطع الكهرباء والماء عنه بينما هم (أصحاب العقارات المنزوعة) يطالبون بمعرفة سعر المتر عند التعويض وقد أظهروا الدهشة حيال تكتم اللجنة عن إعلامهم بقيمة التعويض، وقد تمت مراجعة مكتب اللجنة في حي الحمراء بمكة للاستفسار عن سعر المتر ولم يخبروهم، وبعض أفراد اللجنة يقول إن السعر «مجزي» دون تحديد للسعر، واللجنة مهتمة بإبلاغ الأهالي عن موعد الإزالة وغير مهتمة بإعلان قيمة سعر المتر، ويعود تباطؤ الأهالي عن الخروج من مساكنهم خشيتهم أن يبخسوا حقوقهم فربما التثمين لا يكون منصفا لعقاراتهم القريبة جدا من الحرم.


هي أسئلة يجب أن لا تقابلها اللجنة المعنية بنزع هذه العقارات بالصمت وعدم الإجابة، فهل يكون نشر قضية هؤلاء المواطنين مدعاة للجنة المعنية لأن تخرج وتخبر هؤلاء الناس عما أشكل عليهم من استفسارات أم تواصل صمتها.

عكاظ 1433/12/21هـ