السلام عليك أيها النبي

حينما يخط القلم كلماته فانه لا ينسج من الخيال جملا أو يروي قصصا عن ماض غدا أو حاضر يحمل آمالا وتطلعات لكنه ينقل وقائع حاضرة وحقائق ثابتة كانت إلى الأمس حاضرة بالذهن غائبة عن العين.


وبعد جهد سنوات وعناء ليال ظهر الاصرار على العمل وتنفيذ فكرة لم تحمل في مضمونها ربحا ماديا أو مكانة اجتماعية لكنها فكرة جاءت لتوثق بالدلائل والبراهين حياة خاتم الأنبياء والمرسلين محمد ابن عبدالله صلى الله عليه وسلم منذ ولادته ونشأته وحمله للرسالة السماوية بمكة المكرمة مرورا بهجرته عليه الصلاة والسلام إلى المدينة المنورة ومعاركه وغزواته وفتوحاته حتى وفاته عليه أفضل الصلاة والسلام عبر “ مشروع السلام عليك أيها النبي “ وعلى مدى سنوات مضت بلغت في أعوامها الستة منذ أن برزت فكرة المشروع تناقلت حينها الأخبار اعتزام الدكتور ناصر مسفر الزهراني تنفيذ مشروع يحمل مسمى السلام عليك أيها النبي لكن المشروع غاب عن الأنظار وبعد عن الأضواء حتى ظن البعض أنه قد اندثرت فكرته.
وفي أوائل الأسبوع الحالي سعدت بدعوة كريمة تلقيتها مع نخبة من الكتاب والصحفيين لزيارة مقر المشروع فكانت البداية بمتحف المشروع الذي تقوم فكرته “ على تصنيع كل ما ورد في القرآن الكريم والسنة الشريفة من اثاث وسلاح ولباس واوان ومقتنيات سواء كان مما استعمله النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك أو من عموم ما ورد في الوحي المبارك بهدف الشرح العملي والتطبيقي والتعريفي بها...”
وفي معرض “ السلام عليك أيها النبي “ تعرض نماذج من أهم ابداعات الموسوعة وأفكارها وموضوعاتها الكبرى ويعطي فكرة حية وصورة موجزة ولمحة واضحة لمنهاجها وإبداعاتها وتفردها وفيه عرض لروائع الثناء على الله تعالى وأسمائه وصفاته وتوحيده وتمجيده وشرح موجز لعظيم أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم وكريم آدابه وفضائله وشمائله وبيان ماتع لجماليات الاسلام ومثله وعالميته وإيضاح لسير الرسل والأنبياء جميعا عليهم الصلاة والسلام وآدابهم وصفاتهم وما ورد عنهم في الكتاب الكريم والسنة الشريفة “ .


وتبرز موسوعة المشروع في مجلداتها الخمسمائة التي ضمت نحو 350.000 صفحة ومايربو على 70.000 مادة وثلاثة ملايين عنوان تضمنت استقصاء شامل لمضمون الشريعة والمام كامل بمسائل الدين “.


وان كانت زيارتي للمشروع هي الأولى منذ بروزه فانها من المؤكد لن تكون الأخيرة لأن ما رأته العين فاق كل تصور بالذهن.


وقبل أن نطالب بفتح أبواب المعرض أمام الزوار من المعتمرين والحجاج فإن ما رأيناه يؤكد على أن الرد على المشككين في الرسول المصطفى صلى الله عليه وسلم يأتي من خلال عمل جيد كهذا يوضح الحقائق ويزيل الشكوك.
وأملنا أن يحظى بالدعم المعنوي الذي يستحقه خاصة وأن منفذه لا يسعى للبحث عن دعم مادي بعد أن أوقف عدة مؤسسات وشركات لصالحه.

الندوة 1433/11/3هـ