جهد المقل ياسيدي

سألني وعلى فمه ابتسامة ساخرة هل هذه الشعبيات المكية التي أردت ان نسمعها وتحملنا من أجلها عناء الانتظار حتى جاء دورك والقيتها نظرت إليه نظرت استغراب ولم أجبه ثم استدرت متجهاً إلى شأني ثم بعد فترة ادركت أن السؤال الذي وجهه لي حضرته لم يكن سؤاله لوحده بل هناك غيره الكثير فأردت أن يكون جوابي على ناصية الورق فأقول..
ياسيدي المتسائل لن أخوض في وقت الفقرة ولا غير ذلك ولكني أقول لك ولغيرك : لقد حاولت التعبير عن مشاعري الممتدة إلى الأزمنة البعيدة التي لم أعشها ولكني عايشتها بأحاسيس الابن الذي يعتز ويفتخر بآبائه واجداده وليتني أصل إلى ما يمثل حقيقة ما يجب علي وعلى كل مسلم صادق المحبة لجيرة البيت ومعاشري الحمام الامن حول بيت الله العتيق أوليسوا هم وصية محمد صلى الله عليه وسلم ولن تزيدهم مشاركتي قدراً فلهم القدر والتقدير متجذراً متعمقاً في كل ذات مسلمة عبر امتداد التاريخ انطلاقا حددتها العناية الالهية منذ تعانقت روحين طاهرتين في رفع البناء الاساسي الغائر في العمق الكوني والمؤرخ بالبدء والابتداء فهل يزيدهم فخراً بيت أو بيتان أو قصيدة يقولها مثلي ..لا أقولها تواضعاً بل اعلنها مدوية ..ساطعة ..منيرة صارخة.
لقد زدت فخراً بمدح جيران الحرم وما ذكرت نساهم ذكراً عابراً لأن سطور ذكراهم في ذاكرة الأيام والليالي والثواني والساعات باقية ولم ابين فضائل بناتهن تكملة لأبياتي وما قلت عن فتيانهم قولي إلا وكنت محاولا اجتياز السفح ومع ذلك عجزت محاولتي وباءت بالفشل فلم ولن أصل إلى قمة يسكنها فتيان مكة الغر الميامين وقد كان عجزي لضالة شأني أمام عظمة شأن كل انسان في مكة سواء كان من أهلها أو مقيماً بها أو معتمراً زائراً أو حاجاً ملبياً ..فهل تجدني وضعت عليهم اكاليل الفخار وقد تقلدوا الفخار من رب العالمين؟ ..تقلدوه هبة الهية وهدية ربانية فهل تراني أو تروني صدقت حين قلت ..
يا أهل مكة ياعزوتي
يا قادة الفضل وأفضل
يا صبح أشرق وعانق
ياطيب فوح عبيره
يالمسة الرفق يلي
بشاشة الوجه خلقه
اسفار تنثر مآثر
مشاهد تُدرس وتدرس
تاريخكم ناصع أبيض
ما ينكرو غير جاحد
المكي إن قال أبشر
ما يلبس الاقنعة
صادق ومن أجل عهده
شيبانهم عرف وحكمة
وشبابهم يعطوا الحق
ونسائهم أصل وأصالة
وبناتهم انقى واطهر
والطفل لو تعتزيبه
ولو قالو في اللفظ حده
يا أهل مكة يا سادتي
أعظم مدينة سكنتم
جاورتم البيت الاعظم
وجهه لكافة عباده
بمدحكم روحي تفخر
اصوغ مشاعر فؤادي
رتبتها أحلى ترتيب
وعوداً على بدء ارجع
وأقول ياسادتي
تاريخكم ناصع أبيض
يا أهل الثبات في المواقف

يا أهل النفوس الرضيه
من سار على الدنيا ديه
أحلى الأماسي البهيه
بروح المحبة النقيه
بالعفو تجزو الاسيه
والبسمه طبع وسجيه
قصص خرافه خياليه
من كل ذات أدميه
والسيره سيره نقيه
اوراعي نفسن رديه
يقولها بصدق نيه
ولا هوا غاشش خويه
يسوق نفسه مطيه
وبالشوره يمشو سويه
بعدل النفوس العليه
ما يقربوا للدنيه
وبالحشمه دوم مرتويه
يغمي عيون المنيه
جواه عواطف نديه
يا أهل النفوس الرضيه
سميتو بها على البريه
جيره عظيمه وذكيه
ومقصد جميع البريه
وتتيه بحله حليه
من اعمق اعماق فيه
عيديه مني وهديه
اعيد الحروف الزهيه
يا أهل النفوس الرضيه
والسيره سيره نقيه
وفي الحرب عزوه وحميه

الندوة 1433/11/3هـ