مكة المكرمة .. ونائب الملك

يتّسم كلُّ ابنٍ من أبناء المؤسس بسِماتٍ معيّنةٍ، ليُمثّلوا جميعاً تكاملاً فريداً في المزايا يَنْدر تَشبيهُه. وينتفع الناس من تنوّعِ سِماتِ كلِ واحدٍ عن الآخرِ بما يوافق ظرفَه.


فمن سِماتِ سلمان بن عبد العزيز المميّزة أنه رجل حكمٍ عايش القاعدة الشعبية للمواطنين يومياً على مدى خمسين عاماً كأميرٍ للرياض.


تَضاعفتْ الأعباءُ في عشرةِ أشهر حتى أصبح نائبَ الملك. فلم يمنعه وقتُه عن زيارة بيوت المواطنين ولقائهم.


ها هو منذ يومين يحدثُ في مكة أهلَها، فيقول : "نتشرف بخدمة مكة والمدينة - لا قيمةَ لثروات البلاد دون أمن واستقرار - أبوابنا مفتوحة - فلْنستشعر أن الوحيَ نزل هنا - كلُّ ما يتعارض مع قِيَمِنا لن نقبله لا سراً ولا علناً".


جديد هذا الكلام أنه أصبح بلسانِ المسؤول الأول عن الوطن بعد خادم الحرمين الشريفين.


صحيح أن الرياض حبٌّ أكبر لأميرها السابق، لكنها دوماً بعد مكة المكرمة. لذا أتاحت له مسؤولياته الجديدة كوليٍ للعهد، ما لم تسمح له به ظروفُ عمله بإمارة الرياض، وهو أنْ يقرر المكوثَ بمنطقة مكة المكرمة من رمضان إلى ما بعد الحج.

البلاد 1433/11/1هـ