أهل مكة والتعويضات

يعيش الحرم المكي توسعة جديدة هذه الأيام متمثلة في إيجاد مساحات أرحب لكي تمكن الحجاج والمعتمرين من استخدام تلك المساحات في الأمور المخصصة للخدمات وكذلك خصص جزء من هذه التوسعة من أجل الخط الدائري.

ومقابل هذه التوسعة تم نزع ملكية العديد من العقارات والتي شملت جزءا من منطقة الفلق وجبل قرن، وهي عقارات تمت إزالتها منذ عدة شهور وللأسف فإن أصحابها لم يستلموا تعويضاتهم إلى الآن؟

وربما يقول قائل: ولم العجلة فعدة شهور تعد لا شيء يذكر مع سلحفائية النظام البيروقراطي؟

وربما يقفز أحدكم من جهة أخرى صائحا أن عقاره نُزع ولم يعوض منذ ست أو سبع سنوات، وهذه الشكوى تتكرر في مواقع مختلفة من المدن وترفع لافتة لماذا تتأخر التعويضات؟ ومن المعروف أن أي جهة أو منطقة يتم اختيار نزع ملكيتها للصالح العام تكون ميزانية التعويض جاهزة وإذا كان هذا هو الوضع الحقيقي فلماذا يتم حجب التعويض لشهور أو لسنوات؟ فالمواطن الذي وجد عقاره ضمن الإزالة من حقه شرعا وقانونا أن يعوض في الحال، إذا لماذا يحدث تباطؤ شديد في تسليم المواطنين حقوقهم من التعويضات وهل هم بحاجة للصراخ الدائم كي تنبه أصواتهم جهات أخرى بوجود مماطلة أو إهمال أو فساد؟

وكلنا يعلم قديما أن نزع الملكيات يقابلها تعويض مباشر، إلا أن موضة تأخر التعويضات غير مقبولة بتاتا.

وأعتقد أن من واجب الجهات المعنية بدفع التعويضات أن لا تتقاعس أو تحجب أو تؤخر التعويضات، فهؤلاء المواطنون كانوا يسكنون بيوتهم حتى إذا أزيلت فهم بالضرورة سيبحثون عن دار للإيجار فإن لم يكن لديهم مال فمن أين سيجلبونه لإيجار منزل أو شرائه، ومن يعرف مكة يعلم تماما أن إيجاراتها والتملك فيها باهظ جدا، وكان الأولى باللجنة التي قامت بنزع الملكية والإزالة أن تعوض الناس وتعطيهم حقوقهم بدلا من تركهم معلقين في مراجعات ومواعيد وانتظار ..أليس هذا هو العدل؟

وأجدني أخاطب نفس اللجنة وفي نفس سياق مشروع التوسعة حيث ستتم إزالة عقارات جديدة وستشمل جبل المدافع وجبل عبادي وما تبقى من جبل قرن وتم تحديد يوم 25 محرم القادم موعدا للإزالة وقد خاطبت اللجنة أصحاب تلك العقارات بجلب الأوراق والمستندات لإنهاء معاملات من سيتم إزالة منازلهم أو عقاراتهم، وأتمنى أن لا يلتحق هؤلاء بمن سبقهم بعدم تعويضهم عن منازلهم إلا بعد شهور أو سنوات. السؤال لماذا يحدث هذا؟


وأين يذهب الناس بعد الإزالة؟ أوليس من حقهم أن يستلموا تعويضاتهم كي يستطيعوا التصرف؟

عكاظ 1433/10/23هـ