مكة المكرمة .. العاصمة المقدسة

 

 

قد أثبتت البحوث والدراسات أن مكة المكرمة هي بحق مركز العالم، كما أن من المعلوم أن الكعبة المشرفة بالبيت الحرام هي قبلة المسلمين في جميع أنحاء العالم ولذلك ارتضوها عاصمة مقدسة لعامة المسلمين رغم كثرة ما لها من أسماء قال عنها العلامة السيوطي إنها تصل إلى ثلاثين اسما جاء بعضها في القرآن الكريم.


ارتضى المسلمون في جميع أنحاء العالم بأن تكون مكة المكرمة هي (العاصمة المقدسة) لكون أول بيت وضع للناس بها، ولكونها أم القرى، ولكونها – وهي الأهم – أنها قبلة عامة للمسلمين في البلد الأمين الذي تهوي إليه أفئدتهم إذ جعله الله مثابة للناس وأمنا.


ويذكر الأستاذ خالد الحسيني فيما نشرته له «البلاد» بعدد يوم الأربعاء 27/9/1433هـ: أن شخصا واحدا أراد أن يتحدث أو أن يشارك في الطرح فاقترح تغيير مسمى أمانة العاصمة المقدسة إلى أمانة مكة المكرمة. ويضيف الأستاذ الحسيني: لقد عرف الناس مسمى أمانة العاصمة المقدسة منذ 1346هـ وكان الشيخ عباس قطان يرحمه الله حصل على الموافقة السامية بإصدار نظام اسمه «نظام أمانة العاصمة والبلديات» وعندما تعين الدكتور المهندس عبدالقادر كوشك أمينا للعاصمة أضاف عبارة المقدسة وقد قوبل ذلك التعديل بموافقة المقام السامي وتقبل المسلمين عامة لهذا المسمى الذي يجعل لجموعهم عاصمة واحدة لا تشاركها أي عاصمة في العالم القداسة التي لها بالبيت الحرام والمشاعر المقدسة والقبلة التي يتجه إليها المسلمون في كل يوم وليلة خمس مرات.


لذا فإن فكرة الشخص الواحد – كما قال الحسيني – إنما كان باعثها – كما أعتقد – شهوة الحديث وإثبات الحضور، وإلا فما هو الداعي لاستبدال الاسم الذي صدرت به الموافقة السامية وارتضاه المسلمون جميعا كرمز لوحدتهم، إلى اسم هو واحد من ثلاثين اسما جمعها الإمام السيوطي.

ولعل فيما كتب الأستاذ عبدالمحسن هلال بهذه الصحيفة يوم الأحد غرة شوال تحت عنوان (مسمى العاصمة المقدسة) لرمزا وما كتبه الدكتور عبدالعزيز حسين الصويغ لجريدة المدينة يوم السبت 30/9/1433هـ ما يدحض فكرة الرجل الواحد الذي اقترح تغيير مسمى «أمانة العاصمة المقدسة» إلى «أمانة مكة المكرمة» لمجرد أن يكون من المتحدثين أو أن شهوة الكلام بين علية القوم دفعته لأن يقترح ما يأباه المسلمون عامة باعتباره رمز وحدتهم التي قال عنها رب العزة والجلال في محكم التنزيل: (إن هذه أمتكم أمة واحدة) وحسبي الله ونعم الوكيل.

عكاظ 10/10/1433هـ