إعلام وحدود الحرم المكي الشريف 2 / 2

.. في مستهل صفحات الكتاب القيم شرح للرعاية الكريمة من ولاة الأمر بكل ما يتعلق بالحرمين الشريفين، وقد جاء في المقدمة ما نصه : «لقد حققت المملكة العربية السعودية في ذلك إنجازات كبرى، لم يشهد التاريخ مثلها من قبل على مر عصوره المتوالية، وجعلت من يتشرف بزيارة هاتين المدينتين الكريمتين يشعر بمدى التقدم والازدهار الذي تنعم به هاتان المدينتان المقدستان، وما تلقيانه من حرص وافر وعطاء سخي من قادة هذه البلاد أجزل الله لهم الثواب .


وقد امتدت اليد الكريمة إلى العناية بحدود الحرم المكي الشريف وأعلامه الدالة على ذلك، فصدرت التوجيهات السامية بتكوين لجنة للنظر في تلك الحدود والأعلام، ولقيت دعما كبيرا من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز، رحمه الله، ومن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، أيده الله، حتى تمكنت بفضل الله تعالى من إنجاز عملها، وتحديد تلك الأعلام، ورصد أحداثياتها ليمكن معرفة أماكن تلك الأعلام في أي زمن كان.


وبفضل هذا الكتاب الذي نقدم فيه الحديث عن أعلام الحرم المكي الشريف وحدوده، مستمدا مادته من البحث والتقصي والعمل الميداني الذي استمر مدة ثلاث عشرة سنة من خلال عمل تلك اللجنة، مستعينا بالأدوات الحديثة في القياس، بعيدا عن الاجتهادات الشخصية، واصفا ومفسرا الخصائص العامة لتلك المنطقة من النواحي الجغرافية والشرعية، محددا المسار العام لتلك الحدود والأعلام التي بلغت 1104 أعلام، مع وصف تحليلي للبيانات المتصلة بالخصائص الجغرافية العامة لتلك الأعلام والحدود.


ويعد هذا الكتاب وثيقة علمية في معرفة مواضع أعلام الحرم المكي الشريف وحدوده، وخصائصها وأسمائها الجغرافية، مزودا بالصور والخرائط والجداول والرسوم البيانية التوضيحية، واصفا حال هذه الأعلام في الوقت الحاضر، مقترحا عددا من الخطوات المفيدة في المحافظة عليها.


ويأتي نشر مركز تاريخ مكة المكرمة لهذا الكتاب إيمانا منه بأهمية موضوعه، واتصاله المباشر بتاريخ الحرم المكي الشريف وجغرافيته، الذي يعد من أهم الموضوعات التي يوليها المركز عنايته ومتابعته الدقيقة، ويسعد المركز أن يضع هذا الكتاب بين أيدي القراء الكرام راجيا أن يتحقق به النفع وتحصل الفائدة لكل مطلع وباحث».


تحية لمركز تاريخ مكة المكرمة والقائمين عليه بعنايتهم لإصدار هذا المؤلف القيم.

عكاظ 1433/10/4هـ